عذراء الرفاعي لصوت الخليج: تلاشت الاخلاق وتهشمت اللحمة الوطنية التى كانت في 1990
ماجدة الشطي : الشهيد مصطفى آسر وقتل في العراق وأحضروا رفاته عام 2014.
تقرير : رباب عبيد
وتعود بنا الذكرى الاليمة وللغزو الغاشم على الكويت والتى قاربت على عامها السابع والعشرون , ليخيم جو من الحزن على كثير من الآسر الكويتية التى قدمت دم ابنائها فداء لتراب الوطن في ظل ما يدور في كواليس السياسة الكويتية اليوم , وفي هذا التقرير نستعرض بعد جوانب الألم والدمار التى عاشه الكويتيون خلال أشهر الاحتلال الغاشم , الى جانب مداخلات بعض الناشطات من ذوى الشهداء والآسرى.
سجل من التاريخ
قام الجيش العراقي بشن هجوم على الكويت في 2 أغسطس 1990 واستغرقت العملية العسكرية يومين وانتهت باستيلاء القوات العراقية على كامل الأراضي الكويتية في 4 أغسطس ثم شكلت حكومة صورية برئاسة العقيد علاء حسين خلال 4 – 8 أغسطس تحت مسمى جمهورية الكويت ثم أعلنت الحكومة العراقية يوم 9 أغسطس 1990، ضم الكويت للعراق وإلغاء جميع السفارات الدولية في الكويت، إلى جانب إعلان الكويت المحافظة رقم 19 للعراق وتغيير أسماء الشوارع والمنشآت ومنها تغيير اسم العاصمة الكويتية.
اما في الطائف بالمملكة العربية السعودية فقد تشكلت الحكومة الكويتية في المنفى حيث تواجد أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح وولي العهد الشيخ سعد العبد الله الصباح والعديد من الوزراء وأفراد القوات المسلحة الكويتية.
وأستمر الاحتلال العراقي للكويت فترة 7 شهور، وأنتهى الاحتلال بتحرير الكويت في 26 فبراير 1991 بعد حرب الخليج الثانية.
خطة الغزو
قامت خطة الغزو العراقية على مهاجمة الأراضي الكويتية عبر 4 محاور رئيسية بواسطة 7 فرق عسكرية من قوات الحرس الجمهوري وهي الأفضل تسليحا وتدريبا ضمن القوات المسلحة العراقية.
محاور الهجوم وتوزيع القوات جاء النحو التالي:
الفرقة المدرعة حمورابي على محور صفوان – العبدلي – المطلاع – الجهراء – الكويت العاصمة تعقبها فرقة نبوخذ نصر مشاة وفرقة بغداد مشاة على نفس المحور.
فرقة الفاو مشاة على محور أم قصر الصبية وجزيرة بوبيان.
فرقة المدينة المنورة المدرعة على محور الرميلة – الأبرق – قاعدة علي السالم الجوية ثم الأحمدي في جنوب مدينة الكويت تعقبها فرقة عدنان مشاة على نفس المحور.
فرقة توكلنا على الله المدرعة على محور الأوسط ما بين فرقة حمورابي وفرقة المدينة المنورة وتتمركز في غرب الكويت.
تشكيلات القوات الكويتية
كانت القوات الكويتية تتألف من التشكيلات التالية:
اللواء المدرع 35
اللواء المدرع 15
اللواء الآلي 6
اللواء الآلي 80 (لواء تحت التأسيس)
كتيبة قوات خاصة (كتيبة مستقلة)
لواء حرس حدود (تابع للقيادة العامة)
لواء الحرس الأميري (تابع للقيادة العامة)
لواء صواريخ لوانا أرض – أرض (تابع للقيادة العامة)
غزو الكويت
في الساعة 02:30 من فجر يوم 2 أغسطس هاجمت كتيبة مشاة بحرية عراقية مدعمة بالدبابات جزيرة بوبيان من الجنوب وكان بالجزيرة حامية عسكرية كويتية وهاجمت أيضاً القوات العراقية جزيرة فيلكا و اشتبكت مع حاميتها.
في العاصمة أنزلت قوات جوية وبحرية في ساعات الغزو الأولى ودارت اشتبكات حول قصر دسمان مع قوات الحرس الأميري، في الجهراء (29 كم غرب العاصمة) اشتبكت ألوية الجيش مع القوات المتقدمة في معارك غير متكافئة مثل معركة جال اللياح ومعركة جال المطلاع ومعركة الجسور وجال الأطراف وبحلول نهاية يوم الثاني من أغسطس كانت القوات العراقية قد سيطرت على غالب الأراضي الكويتية عدا جزيرة فيلكا التي ظلت حاميتها العسكرية تدافع عنها حتى فجر يوم الجمعة الثالث من شهر أغسطس.
جريمة تاريخية
وقامت قوات الغزو بجريمة تمثلت قبل هزيمته النكراء المذلة عندما قام بتفجير وحرق 1.120 بئراً موزعةً في 11 حقلاً فحجبت الشمس تماما عن الكويت لأشهر عدة … وبلغ عدد الآبار المشتعلة منها والتي كانت تنفث سمومها في الهواء 639 بئراً … أما عدد الآبار التي كانت تنزف النفط فقط دون اشتعال فقد بلغ 42 بئراً … بينما بلغ عدد الآبار التي تم تدميرها بشكل كامل حوالي 439 بئراً … وقد شكلت الآبار التي تم تخريبها حوالي 72% من إجمالي عدد الآبار التي تم حفرها في حقول الكويت النفطية المختلفة حتى الأول من أغسطس عام 1990م والتي كانت تبلغ 1.558 بئراً منها 861 بئراً منتجة … مما يعني أن نسبة الآبار المنتجة التي تعرضت للتخريب ( المشتعلة والنازفة ) بلغت حوالي 79% … وقُدِّرتْ خسائر القطاع النفطي 75 مليار دولار تشمل تدمير المنشآت النفطية وكمية النفط المهدور والمفقود ؟
بدأت عمليات إطفاء حرائق الآبار النفطية في يوم 11 مارس عام 1991م بعد أن تم تجنيد 4 شركات متخصصة ثلاث منها أمريكية وواحدة كندية … وتمت السيطرة على أول بئر مشتعلة وهي ( بئر الأحمدي 24 ) في 30 مارس 1991م بواسطة فريق من شركة Red Adai الكندية … وقد شارك أكثر من 10 آلاف شخص موزعين على 27 فريقاً في إطفاء حرائق آبار النفط … ساهمت خمس شركات أمريكية بـ12 فريقاً متخصصاً قامت بإطفاء 428 بئراً أي حوالي 58.5% من مجموع الآبار المشتعلة … وساهمت ثلاث شركات كندية بستة فرق قامت بإطفاء 194 بئراً أي حوالي 27% من العدد الإجمالي للآبار المشتعلة … أما الفريق الكويتي فقد ساهم بإطفاء حوالي 6% فقط من مجموع الآبار المشتعلة رغم مشاركته في توقيت متأخر مقارنة مع الفرق الأخرى … حيث قام بإطفاء أول بئر في 14 سبتمبر 1991م وبلغ مجموع الآبار التي أطفأها الفريق الكويتي 41 بئراً فقط لا غير .
صوت الخليج في الذكرى ال27 للغزو الغاشم على الكويت , توجهت بسؤال حول تجربة الكويتيين مع الغزو وهل استفادوا منها في توحيد الصف الوطني ؟
وحول المناسبة قالت الناشطة الحقوقية المحامية عذراء الرفاعي ل”صوت الخليج” :
في ظل ظروفنا الراهنة من زعزعة الأفكار وغياب الواعظ المحب للوطن وشرود الاذهان عن القوانين تكاثرت الاساءات الاخلاقية تهشمت القيم وتلاشت تلك اللحمة الوطنية التي كانت في ١٩٩٠ في ٢ اغسطس لم يكن هناك الا وحدة وحب للوطن ارواحا رحلت من ٢٧ سنة اشتقنا لهم وأسرى لا نعلم أين ثراهم
وضحايا الغزو مازالوا يعانون الم المعاناة لن يشفيه الزمن … مع تلك الأيام التي رحلت وخلقت لنا وحدة وحب الوطن مواطنون شرسون لدفاع عنها الا بوجود المزعزين وهادمين الوحده ، من يسعى الى تفكك النسيج الكويتي الذي اعتاد على المساواة في الدين والعرق وهدم الكرامات والحقوق والضغط على تفتيت كلمة الديمقراطية، الا مع ذلك مازال الشعب الكويتي رغم الظروف التي يعيشها محب للوطن والأمير ومتلاحم ومدافع عن الكويت، على الحكومة دور كبير في الأخذ بيد المواطن والوطن وتسخير كافة الأمور لتوكيد الوحدة الوطنية والسعي لإنماء دولة الديمقراطية وعلى المواطن دورا مهما في عدم اللجوء الى الإشاعات والسماع للواشين والتأكيد على الوطنية.
والجدير بالذكر ان المحامية عذراء الرفاعي لها أخ شهيد استشهد على تراب الكويت وهو يستعد لدخول المسجد ليؤم بالمصلين في احدى مناطق الكويت .
قصص من حياة شهداء الكويت
من جهتها قالت الناشطة الاجتماعية ماجدة الشطي ” شقيقة “الشهيد مصطفى عبد الحميد الشطي لصوت الخليج : كان اخي الشهيد ضابط بالجيش وعمره ٢٦عاما وتزوج بفترة قصيرة قبل الآسر وأثناء حمل زوجته تم آسره , عمل في المقاومة دفاعا عن الوطن الحبيب الكويت, في تاريخ ٢٦ / اكتوبر ١٩٩٠, لم نعرف عنه شىء رغم كل المحاولات , قتل في الآسر وبعد سقوط صدام جابوا رفاته سنة ٢٠٠٤ ودفن بالكويت بالمقبره الجعفريه بمقبرة الشهداء .
رحمة الله البطل الشهيد مصطفى علدالحميد الشطي ورحم الله شهداء الكويت جميعا.
الشهيد/ عبد اللطيف عبد الله فهد المنير
تاريخ الميلاد : 1 . 11 . 1962
الوظيفه : وزارة الشئون الاجتماعية والعمل
اعتقل الشهيد البطل – رحمه الله – بتاريخ (23/ 9) بعد أن أدى دوراكبير، في التصدي ومقاومة جنود الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت إلى أن اعدمه جنود الاحتلال فسالت دماءه في سبيل وطنه الغالي .
لقد ظهرت على وجه الشهيد عبد اللطيف بشائر الشهادة حيث ظهـرت عليــه (رائحة الطيب) على الرغم من مرور خمسة أيام على إستشهاده أما وجهة فكان مبتسما عند دفنه وكأنه راضيا بما قام به من تضحية وفداء للكويت .
الشهيد/ فايز بوعركي
انضم الشهيد البطل ” فايز ” – رحمه الله – إلى إحدى مجموعات المقاومة الكويتية الباسلة، بعد انسحابه من منطقة الجهراء، حيث كان الشهيد البطل ” فايز ” يعمل ملازم أول بالجيش الكويتي وقام بقصف القوات المحتلة من على جسر الجهراء أثناء هجوم تلك القوات الغازية لأرض الكويت الطاهرة، وظل الشهيد البطل يعمل من أجل تراب وطنه الطاهر، إلى أن اعتقل بعد أن علمت قوات الاحتلال، بأن الشهيد ورفاقه سيقومون بتفجير مخفر الفيحاء، فألقي القبض عليه مع الشهيد البطل ” عبد اللطيف المنير ” و البطل ” بدر الخضاري ” الذي كتب الله له عمر جديدا فلم تصبه رصاصات الغدر والخيانة .
ولقد كان للشهيد مواقف شجاعة منها، قيامه قبل اعتقاله بالذهاب لمخفر الشرطة، بثقة نادرة وافتدي صديقه ” وليد الهملان ” بعد أن اخبرهم بأن ” وليد ” ليس من أفراد المقاومة الكويتية .
هذا وبقي الشهيد فايز يعاني من أشد أساليب التعذيب الوحشي في المعتقل إلي أن جاء يوم الأحد (23/ 9) عندما أطلق الجناة النار عليه وعلى الشهيد عبد اللطيف في منطقة الفيحاء .
الشهيد / مبارك فالح مبارك النوت
العمـر: (44) سنـة
الحالة الاجتماعية: متزوج ولديه خمسة بنات وولد واحد
الوظيفة: عمل في الإدارة المالية في شركة البترول الوطنية الكويتية لمدة عامين ثم عمل في بنك الكويت المركزي لمدة عشرة أعوام وبعدها عمل لمدة ثلاثة أعوام في بيت التمويل الكويتي وأخيرا عمل كمدير عام لجمعية العارضية التعاونية
قصة استشهاده:
عمل الشهيد – رحمه الله – في أيام الغزو كمدير لجمعية العارضية فكان يشرف على تنظيم الجمعية وتوزيع المواد الغذائية على المواطنين وكان يرفض دخول الجنود العراقيين للجمعية ويرفض كذلك تعاملهم بالدينار العراقي، وفي تاريخ 9/9 اعتقل الشهيد بتهمة توزيع المنشورات ومساعدة شباب المقاومة وبعد ذلك أفرجوا عنه، وفي يوم الخميس 13/1 طلب منه رجال المخابرات العراقية إنزال صورة الأمير وتعليق صورة الطاغية ولكنه رفض وبعد التهديد قام بإنزال صورة الأمير فقط ورفض تعليق صورة طاغية العراق بدلا منها، فقاموا باقتياده إلي ساحة الجمعية وأخرجوا المواطنين ثم أطلقوا عليه في رأسه وهو معصوب العينين ثم قالوا للمواطنين ” هذا الذي يسرق نقودكم وهو عميل وخائن ” .
رحم الله شهداء الكويت الابرار وحفظ الله الكويت واميرها وشعبها ومن عليها من كل مكروه .
وبتصريح خاص قال امين عام رابطة الأدباء الكويتيين ا. طلال الرميضي حول ذكرى الغزو الغاشم : ان درس الغزو ما زال عالقا بأذهان المواطنين , ولاشك ان الكويتيون استفادوا من التجربة ويسعون منذ التحرير لتعزيز هذه اللحمة الوطنية في ظل التجربة السياسية الديمقراطية .
وأضاف ان الحالات الشاذة التى حكم عليها القضاء فهذه قلة في المجتمع وقاعدة شواذ فيما عرف عن حب الكويتيين لوطنهم.
ونسأل الله ان يديم علينا نعمة الأمن والآمان .