في نوفمبر قد تبدأ الأمنيات… بقلم نرمين عباس
نوفمبر أو كما يطلق عليه تِـشْرِين الثاني، لكني أحب أن أردد نوفمبر دائماً لما تحمله من ذكريات بداخلي، ذلك الشهر الذي يبدأ في التحضير لمراسم وداع عام مضي، نوفمبر يعلن عن بدء كل الحكايات أو انتهاءها للأبد، أشعر أن نوفمبر جزء من شخصيتي ليس فقط لأنني ولدت في نوفمبر لكني أؤمن بكل شيء يحدث فيه، أشعر أنني ونوفمبر جزءً لا يتجزأ من بعضنا البعض، هذا العام بدأت الأمطار في التساقط شيئاً فشيئاً ثم أمطرت بغزاره، كان الهواء أشبه بالعاصفه، كانت بداياته مثلما توقعت ظاهرها هادئاً وباطنها ثائر وعميق، فأنا مثله متقلّبه أحياناً، تاره صامته هادئه وتاره ثائره رافضه لكل شيء، وتارة أخرى ألجأ للعزله بكامل إرادتي كمحارب يبحث عن بعض الراحه ليكمل القتال، منحتني الحياه فرصه لأمتلك كل أمنياتي في لحظه غير متوقعه، ثم سرقتها الحياه علي حين غفله، شعرت وكأنني كنت أمتلك حلم مر سريعاً كالسراب، أعلم أن عودتي لملامحي القديمه وقلبي القديم أشبه بترميم مدينة بعد تصدعها بزلزالٍ مدوٍ، لكني كنوفمبر قويه وثابته رغم تساقط الأوراق من حوله، أتساءل كيف تجتمع السعادة والحزن في قلب واحد، فيجيب نوفمبر بتلك الأمطار الغزيره ثم تشرق الشمس ويعود كل شيء لطبيعته وكأن شيئاً لم يحدث، نحن نحتاج من حين لآخر لمن يشد علي أيدينا حين نستسلم، لمن يزرع فينا الثقه حتي عندما نتخلى عن أنفسنا، نحتاج لمن يجعل الحياة من حولنا مكاناً أكثر أريحيه وأقل ضيقاً وضغطا، يعلمُ الله أني قاومت، واجتهدت، وتشبّثت رغم كل الخذلان، لكن بعض الأشياء تستحق الأنتهاء رغم تعلقنا، لكي نرى أشياء أخرى، لكى نرى أنفسنا، لكى تشرق الشمس من جديد، لكنكّ أعَز من أن ينتهِي أثرُك.. مرت نسمات نوفمبر وكأنها رسالةً أنزلها الله مواساةً لي، كانت البدايات شديده اللطف ممتلئه بالحنين، لتخبرني أنني وإن كثرت الطرق حيثُ الهرب أعود لملاذي الآمن في اللحظات شديده الضعف، لكني تعلمت أن دروس الحياة قد تجعلنا ندفع ثمنًا لم نُرد أن نخسره، ثمناً من قلب تنهار كل أحلامه في ثوانٍ معدوده، ثم يعود أكثر قوة مما سبق، قد تبدو الأحداث غير منصفه أحيانا، قد نثور وقد نبدأ من جديد لكننا رغم كل شيء لن نكرر سقوطنا، أحيانا تجبرنا الحياة عن التخلي عما نريده ليس قسوه منا لكن بعض الأماكن يجب أن نغادرها حينما لا تشعرنا بالانتماء إليها ثمةُ بريقٍ مفقود بيننا لن يعود مهما بذلت من جهد، بعض الأشياء تأتي حينما لم نعد نرغب فيها، فيرحل نوفمبر بصمت وهدوء ويصمت قلبي معه للأبد..
ولا ترجُ السماحة ََ من بخيلٍ, فَما فِي النَّارِ لِلظْمآنِ مَاءُ..