أهم الأخبارتقارير

الإدمان الالكتروني يسرق ذكاء أطفال #الكويت

محدودية تمضية الأسر الكويتية لوقت كافي مع أبنائها يعرض للإدمان الالكتروني

-تضاعف تراكم المعلومات لدى الأطفال تشتت ذهنهم وتقلص ذكائهم

– تأخر تصنيف الكويت في مهارات اجادة اللغة الإنجليزية والرياضيات والقراءة والكتابة

– منطقة الشرق الأوسط والخليج الأكثر عالمياً في نسبة ادمان الانترنت

– الانترنت باتت تتحكم في مزاج المراهق

 

الكويت، 19 ديسمبر 2019 (csrgulf): ارتفع مستوى القلق الجدي حول مستوى كفاءة تعليم طلبة المدارس والمعاهد والجامعات في الكويت. ولعل الترتيب المتدني للطلبة الكويتيين في مؤشري (الذكاء العالمي وكفاءة اجادة اللغات الأجنبية)، الى جانب تراجع مؤشر الابتكار، واستمرار تدني مؤشر البحث العلمي، ونقص القراءة، تعتبر أكثر المؤشرات الشاهدة على تفاقم أزمة جودة التعليم وتحولات مقلقة لسلوك بعض الطلبة المراهقين مع ظهور تحديات زيادة الميل للعدوانية والمزاجية المفرطة ومخاطر التوحد.

وحسب بحث أعده مركز الخليج العربي للدراسات والأبحاث (csrgulf) اعتمادا على دراسات مختلفة، تعود أهم أسباب تراجع كفاءة التعليم بين الأطفال في الكويت وعموم العالم العربي الى زيادة تأثير ظاهرة الادمان الالكتروني على السلوك والقدرة على التركيز والفهم خاصة بين المراهقين والأطفال دون سن العاشرة. اذ زاد اقبال هذه الفئة بشراهة على الاستخدام المكثف للأنترنت وتطبيقات الألعاب والدردشة. لكن بدل أن تنمي هذه الاستخدامات قدرة الادراك والفهم والابداع لدى الأطفال والمراهقين، أصبحت سبباً يحول تنمية الذكاء الفطري. كما تلاحظ استنتاجات البحث أن محدودية تمضية الأسر الكويتية لوقت كافي مع أبنائها يزيد من تعريضهم للإدمان الالكتروني.

ويتم تصنيف المراهقين في منطقة الخليج والشرق الأوسط بأكبر فئة مدمنة للإلكترونيات والانترنت في العالم. وعلى الرغم من مساع لضبط سلوك استخدام الأطفال خاصة للأنترنت، الا أن الادمان في ازدياد خصوصا بين المراهقين، ويعد من أبرز عوامل تشتت الذهن وعدم التركيز لدى الطلبة وهو ما يؤثر على جودة تعليمهم وسلوكهم الانعزالي مستقبلاً.

وعلى الرغم من وجود مزايا كثيرة للإنترنت تمكن الطلاب من فرصة المعرفة عن طريق تصفح مواقع الويب، والانخراط في غرفة الدردشة، باعتبارها أداة ممتازة للبحث، الا أن العديد من الطلاب يتخلفون في دراساتهم بسبب الاستثمار المفرط للوقت في الدردشة او اللعب عبر الإنترنت، ويعود تعثر عدد من الطلبة في دراستهم بسبب خلل في التركيز ونقص الادراك والفهم بسبب ما بات يعرف بإدمان الإنترنت[1].

وتواجه الكويت اليوم بشكل جزئي ومستقبلاً بشكل أشمل مثلها مثل عدد من الدول العربية عواقب سوء الاستخدام المفرط لشبكة الإنترنت وإدمان المراهقين والشباب عليها. ومن بين التداعيات السلبية لإدمان الأطفال والمراهقين على استخدامات الانترنت والتي من المرجح أن يزيد استهلاكها أكثر في المستقبل، يذكر زيادة فقدان القدرة على إقامة علاقات والحفاظ عليها، وندرة المفردات المحتوية للمعاني، والطفولية في سلوك الشباب، والتقليد بدل الاقتناع، والتمركز على الذات، والاقبال على المخاطر، والإجراءات المتهورة، فضلاً عن سطوع الخيال والانطباعات والأوهام. كل هذه الأعراض قد تنطبع بشكل أوضح في شخصية بعض أجيال المستقبل وهي شخصية مدمنة تتميز بمحدودية وازدواجية الإدراك الشخصي، مثل التعاطف، والتفكير، وتحديد الهوية، والمعرفة والتعليم.

وادعت العديد من الدراسات أن استخدام الإنترنت بشكل إدماني يسبب مشاكل أكاديمية وتعليمية سلبية لدى الطلبة خصوصا طلبة المعاهد والمدارس وبنسبة أقل طلبة الجامعات. علما أن الادمان الالكتروني أو ادمان الانترنت لا يمثل السبب الرئيسي وراء أزمة جودة التعليم لكنه يبقى أحد الاسباب المسكوت عنها الى جانب الأسباب المعروفة على غرار مشاكل المناهج وكفاءة المعلمين والبرامج التدريبية والرعاية الاسرية.

وانعكس تراجع كفاءة وجودة تعليم طلبة الكويت في المؤشرات التالية: اذ حلت الكويت في المرتبة 104 عالميا[2] على مستوى جودة التعليم الابتدائي و89 على مستوى جودة نظام التعليم و106 على مستوى جودة الرياضيات وتعليم العلوم، و111 على مستوى جودة مدارس الإدارة[3]. ومن المثير للقلق عدم ادراج الكويت في التصنيف العالمي لقياس الذكاء بالمقارنة بدخل الفرد ومناخ عيشه، حيث ان اغلب دول الخليج والدول العربية مدرجة في قائمة 111 دولة[4] في العالم يقوم سنويا مؤشر IQ بقياس نسبة الذكاء للأفراد مقارنة مع دخلهم وتعليمهم ودورهم في المجتمع والاقتصاد.

كما حلت الكويت متأخرة جدا في المرتبة 78 [5]من اجمالي 88 دولة تم تصنيفها على مستوى المؤشر العالمي لقياس مهارات اجادة اللغة الإنجليزية بين الافراد، وصنفت ضمن الدول الأقل كفاءة في استخدام اللغة الانجليزية قراءة وكتابة. وصنفت ضمن خانة مهارات منخفضة للغاية. ويجدر الاشارة الى ان الفلبينيين على سبيل المثال في مرتبة متقدمة جدا مقارنة بالكويتيين على مستوى اجادة اللغة الانجليزية.

ونظرا لهذه المؤشرات المتدنية التي تبرهن على تراجع في كفاءة التعليم والتدريب في الكويت، سيتعين على البلاد زيادة قدرتها على الابتكار من خلال الاستثمارات في التعليم العالي والتدريب وسوق عمل أكثر شمولاً وكفاءة يسمح لها باستخدام رأس المال البشري على أفضل وجه[6].

وقد بلغت اشكاليات جودة التعليم في الكويت وحتى في بقية دول الخليج على الرغم من الامكانات المالية واللوجستية الضخمة المرصودة للنهوض بالمستوى التعليمي الى مصاف “الأزمة” التي تؤثر على جودة صناعة اجيال وقيادات المستقبل. وتزيد من تحديات ضرورة الاستعانة بالكفاءات الأجنبية بدل المحلية.

مشكلة التعويل المكثف على الانترنت في الدراسة يخلق في مشكلة في التحليل والادراك

يتجلى سلوك المراهق المدمن على الانترنت في مجموعة متنوعة من السلوكيات المرضية والحالات العاطفية مجمعة في العديد من الآثار النفسية والجسدية والاجتماعية الرئيسية التي قد تظهر في وقت واحد، على سبيل المثال، الغضب، والاكتئاب، والشعور بالوحدة أو القلق المرتبط بعدم الوصول إلى الشبكة، وضعف الروابط الاجتماعية، والانسحاب من الحياة الحقيقية، وعدم تحقيق التحصيل العلمي، والتعب المزمن أو تدهور الصحة[7].

ومن بين أهم عوامل التأثير على كفاءة الطالب برزت حالة تشتت المعارف والتعرض لكم هائل من المعلومات غير المنظم وغير الدقيق، وبغياب المنهجية العليمة لاستقاء المعلومات يفشل الكثير من الطلبة في تقديم معلوماتهم وفق منهج تسلسلي مفهوم ومترابط، بل عادة ما تتميز اجابات المدمنين على الانترنت بالتخبط والعشوائية والافتقار للمنهجية بسبب تشتت الذهن.

ويؤثر إدمان التكنولوجيا بين المراهقين تأثيرا مدمرا على تعلمهم، وفقا لبحث جديد نشر من قبل كلية كرانفيلد للإدارة (المملكة المتحدة). البحث أقر أن أكثر من ثلث (39.3في المئة) من الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و18 عامًا يقومون باختصارات للنص قد أضرت بجودة لغتهم الإنجليزية المكتوبة، لاسيما من حيث التهجئة[8].

وقد تفوقت منطقة الشرق الأوسط والخليج على بقية مناطق العالم في نسبة ادمان الانترنت خصوصا بين المراهقين الى نحو 11 في المئة[9] بسبب زيادة امتلاك الاطفال والمراهقين للأجهزة الالكترونية وخصوصا الهواتف واللوحات الذكية. وأفاد العديد من مستخدمي الانترنت أنهم يعانون من الاكتئاب، مع انخفاض مستوى الاستقلالية وزيادة القلق. كما وجدت دراسة أن المدمنين المراهقين الذين تزيد نسبة استخدامهم للإنترنت بمعدل 38 ساعة في الأسبوع يشارك حوالي 80 في المئة منهم في منتديات تواصل ثنائية الاتجاه مثل غرف المحادثة والألعاب التفاعلية. وقد وجدت الدراسات الحديثة أن 19.8 في المئة من المراهقين لديهم إدمان على الإنترنت[10].

وأثبتت خريطة الانتشار الدولي لإدمان الإنترنت للمراهقين (IA) أو إشكالية استخدام الإنترنت (PIU) في المناطق أن نسبة الادمان وان كان يتراوح بين 1 و9 في المئة في أوروبا، ارتفع بين 1 و12 في المئة في منطقة الشرق الأوسط، وبين 1 و12 في المئة في آسيا[11]. وهو ما يعني أن منطقة الشرق الأوسط مقارنة بسكانها تعتبر الأكثر الاصابة بالإدمان الالكتروني.

طلبة الثانوية والمدرسة الأكثر عرضة للاضطرابات النفسية بسبب ادمان الانترنت

ثبُتَ أن العوامل المؤثرة المحتملة مثل العاطفية والحالة النفسية[12]، ووقت الفراغ والتحكم في المزاج وعوامل الثقافة ومستوى التعليم كلها عوامل مؤثرة على إدمان الإنترنت. ويمكن أيضا أن فهم الظاهرة من تحليل نسبة الادمان بين المراهقين (طلبة الثانوية وطلبة الجامعة)، اذ أن طلبة الكليات والجامعات هم الأكثر ادمانا على الإنترنت. وهذا يكشف أنه بالمقارنة مع الأفراد ذوي المستوى التعليمي المتوسط (طلبة المدارس والمعاهد) يعتبر طلبة الكليات وخريجي الجامعات أكثر استخداما لتقنيات الانترنت والتطبيقات باعتبار النضج الفكري ومستوى التعليم الأعلى من طلبة الثانوية والمدرسة، الا أن التحليل أيضا يكشف أن طلبة الثانوية والمدرسة هم أكثر عرضة للاضطرابات الجسدية والنفسية التي تحدث بسبب إدمان الإنترنت[13]، فضلا عن زيادة إمكانية الإصابة بمرض التوحد.

وعلى صعيد آخر، يمكن اعتبار أن فقدان التركيز أثناء الدراسة وزيادة السلوكيات الانفعالية لدى المراهقين واقبال الاطفال والشباب على الاستخدام المكثف للهواتف واللوحات الذكية في أماكن الدراسة وفي المنزل وفي كل مكان، فضلا عن ادمان برامج التواصل الاجتماعي والالعاب الالكترونية، كلها باتت مؤشرات واضحة يلمسها المجتمع الكويتي وتفسر تغيّر غير مسبوق في السلوك التربوي منذ السن المبكر الى عمر المراهقة. ونظرا لمحدودية دور الأسرة في الرعاية ومراقبة مدى اعتماد أبنائهم على الثقافة الالكترونية فان الكثير من الاطفال والمراهقين اليوم يتأثرون بشكل مباشر محسوس او غير مباشر غير محسوس بالإدمان على الادوات الالكترونية وقد يكون بعضهم من فرط الاستخدام مصاب بأعراض الاكتئاب الالكتروني والتي تتمثل في حالات العزلة أو الانفعال الزائد كسرعة ردة الفعل العنيفة او التوتر المستمر أو الشرود وهي حالات رصدتها فعلاً اخصائيات اجتماعيات في المدراس الكويتية[14] وهذا الأمر يؤثر سلبا على التركيز وحسن الاداء في الدراسة.

الاكتئاب الالكتروني ظاهرة مرضية جديدة باتت تسجل من بين أهم أعراض الاستخدام المكثف وغير المرشد لوسائل الاتصال الحديثة كالأنترنت وغيرها من البرمجيات الذكية، والتي بادرت بعض الدول بتوفير اليات العلاج منها كبريطانيا التي أنشأت معهدا صحياً للعلاج من ادمان الانترنت. اذ قدمت بعض الدراسات مقاربات نوعية تربط فيها تدهور مؤشر الذكاء المدرسي لدى الاطفال باستخدامات الذكاء في برمجيات الالعاب ومواقع التواصل. وبالتالي فان الاجهزة الذكية تسرق ذكاء الطالب وتجعله مشوشا أثناء تمارين الفهم في المدرسة او المعهد.

وتجدر الإشارة الى أن ادمان المراهقين على الأنترنت بات من أهم معوقات رفع جودة التعليم. حيث أن ظهور الإنترنت في مطلع القرنين العشرين والحادي والعشرين وتوسع شبكتها قد أعطى العالم ليس فقط جوانب إيجابية كالوصول السريع إلى المعلومات وسهولة العثور عليها، فضلا عن أشكال الاتصال الجديدة، وغيرها من الميزات، ولكن أعطى أيضا تداعيات سلبية تمثلت في تحكم الانترنت في مزاج المراهق خصوصا مع تنامي ظاهرة “إدمان الإنترنت[15]”.

وترتفع حدة مشكلة إدمان الإنترنت بشكل خاص بين الأطفال والمراهقين والشباب بسبب عدم كفاية النضج الشخصي والاجتماعي، والموقف غير النقدي تجاه أنفسهم والعالم من حولهم. وتتمثل الطبيعة المدمرة للسلوك الإدماني في أن طريقة التعود على الادمان كوسيلة تصبح هدفا تدريجياً. وبمرور الوقت، يمكن التحدث عن نمط الحياة المتغير للشخص المدمن. فالإدمان، ولا سيما إدمان الإنترنت، أصبح وسيلة للهروب من النفس، من الضائقة الداخلية، والفقر الداخلي إلى الوهم الخارجي بالوئام والسعادة.

وبالنظر الى تشكل الخصائص المميزة للشخصية منذ الصغر، يجدر النظر إلى العملية التعليمية، وقبل كل شيء، الانتباه إلى مجال العلاقات بين الوالدين والأبناء. فمن الآباء يبدأ الأطفال بتعلم الخبرة الاجتماعية الهامة المتراكمة. وتضع الأسرة أساس المنظور العالمي، ونظام المبادئ الارشادية والقيم والتوجيهات. ولا ينبغي التقليل من أهمية هذه المرحلة من التنشئة الاجتماعية.

تعزيز ثقافة الانترنت الآمنة

بالانتقال إلى مجتمع المعلومات، عصر التكنولوجيا والتبادل المكثف للمعلومات، تخضع العلاقات خاصة بين الطفل والعائلة من جهة، والطفل والمعلم من جهة أخرى، لتغييرات متسارعة. فاليوم قيم الروابط الأسرية وقيم العلاقات الإنسانية يتم تدميرها من خلال زيادة ظاهرة العزلة الناجمة عن ادمان الانترنت. كما أن عولمة المعرفة وربط الثقافة والتعليم بالمعرفة المعلبة الجاهزة زاد من تعويل المراهقين وأيضا الأطفال في درجة ثانية على الانترنت. وبات العالم الافتراضي يهدد المسار الطبيعي لتشكل المعرفة لدى الطفل والمراهق. واذ يستجيب الأطفال، وخاصة المراهقين، للتغيرات في البيئة المحيطة بسرعة كبيرة، تأثرت العلاقات داخل العائلة، خاصة على مستوى تفاعل المراهقين مع الآباء والأمهات، وأساليب الأبوة والأمومة وأثرها المحتمل على مختلف أشكال الإدمان بين المراهقين.

ويبدو انه سيتحتم على الأسر زيادة محاولة استيعاب تغير مسار المعرفة لدى اطفالهم ومحاولة التقرب منهم ومحاورتهم خاصة أن تراكم المعلومات لدى الاطفال الصغار اليوم بفضل الانترنت أصبح أضعافا مضاعفة لتراكم المعرفة للأطفال قبل 20 عاماً أي قبل انتشار الانترنت بشكل واسع في العالم.

ومن أساليب تخفيف درجة ادمان الانترنت عدم ترك الأطفال وخاصة المراهقين لوحدهم ومحاولة مصادقتهم والاستغناء عن الالكترونيات أثناء أوقات التسلية معهم. وفي الوقت نفسه عدم تعنيفهم بالقوة جراء استخدامهم للأنترنت، لأن المراهق عادة ما يزيد تعنته في حال صده بالقوة ويتمرد من أجل عمل هذا الشيء أو يتحول سلوكه الى عدواني في حال قمعه. ولذلك تنصح الدراسات النفسية بزيادة فرص الحوار الودي وتعزيز مساحات الفهم لدى الاطفال ودعم تعلم ثقافة الانترنت الآمنة كمحاولة خلق تحدي مفيد لدى المراهق وتكون الانترنت وسيلة لإثبات نفسه في أمر ما. كتحفيز المراهق على عمل الانخراط في برامج تعليمية او ابتكارية.

كما أصبح من الضروري اليوم وخوصا مستقبلا تعزيز تواصل الأسرة مع المرشد الاجتماعي والنفسي لاحتواء التطور السلوكي للمراهقين.

 

المصدر: مركز الخليج العربي للدراسات والابحاث (csrgulf)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى