لبنان.. وقافلة الرئيس فرنجية… بقلم: رباب عبيد
تعود مسألة الشغور الرئاسي في لبنان إلى الصعود والهبوط في العلاقات الدولية بين الدول الكبرى ورهان امن المنطقة وعلى مستوى الحلفاء والوكلاء وفي ظلّ تراجع الدور الأمريكي في المنطقة ، وتشكيل التحالفات الجديدة على مستوى الدول في الشرق الأدنى والشرق المتوسط ، رطبت الأجواء السياسية ذات الوتيرة المتصاعدة في إعلان الحرب العالمية الثالثة إلى عودة غير مؤكدة عن الحل الأخير.
وبينما تجاوز سعر صرف الدولار في لبنان إلى ما فوق 110 ألف دولار ، وتراجع الحياة المعيشية للمواطن اللبناني وكل من يقيم على أرض لبنان ، فعلاً إن لبنان في منتصف الآتون المظلم فهل تخرج لبنان من عنق الزجاجة قريباً.
كلنا توسم الخير والتفاؤل والأمل بالقادم بعد الإعلان عن عودة العلاقات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإيرانية خطوة على طريق تحقيق الهدوء النسبي في نفوس شعوب المنطقة وامن واستقرار دولها وخصوصاً اللبنانيين ، وكثيرا ما يراهن على أن هذا الاتفاق قد يأخذ المنطقة لمرحلة ترتيب الملفات المتأزمة فيما يخص إيران والإقليم الخليجي فقط .
وأجزم أن ذلك لا يتفق ورؤية الأمير السعودي المجدد صاحب الرؤية السياسية بعيدة المدى الأمير محمد بن سلمان الذي بدأ بالفعل حل الأزمات السياسية في المنطقة ، بدءً من ضبط وغربلة السياسات الداخلية للمملكة وصولاً للعلاقات الخارجية الدولية للمملكة السعودية ودورها الكبير في الشرق الأوسط.
ولكن نتساءل .. هل يملك لبنان قراره الأوحد في اختيار رئيسه المقبل ؟
أقول لن يمر القرار اللبناني بالقبول بالرئيس دون أن تتفق الدول المعنية في الملف اللبناني ومنها المملكة العربية السعودية والضوء الأخضر الأمريكي والفرنسي ونرى أثارها بالمعطيات التي تعكسها مواقف القوات اللبنانية والتيارات اللبنانية الأخرى من جهة ، ومن جهة أخرى سوريا وإيران والضوء الأخضر الروسي والمعطيات التي عكستها مواقف الثنائي الشيعي مؤخراً بترشيح الوزير سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية اللبنانية، نعم لقد كانت زيارة الوزير سليمان فرنجية إلى روسيا مايو الماضي 2022إشعاراً بالدور الروسي في المعركة الرئاسية المقبلة في لبنان .
فهل يتمّ الإجماع على الوزير سليمان فرنجية رئيساً للبنان بين الأحلاف والوكلاء طوعاً أم كرهاً .. أم الشغور ثم الشغور ثم الشغور والحرب مع إسرائيل ؟
إن التطورات السياسية الإقليمية في الشرق الأوسط والحديث عن شبح الحرب القادمة يضع الدول العربية المعنية بالملف اللبناني إلى الجلوس مع اللبنانيين الفرقاء مجتمعين قريباً ، والإجماع على سليمان فرنجية بعد موافقة التيار الوطني الحر الذي بات قريباً بالإجماع على سليمان فرنجية، بتفاهمات داخلية لبنانية ترضي التيار الوطني الحر والفرقاء الآخرين ، ليكون سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية اللبنانية، في ظلّ محاولات لطرح أسماء جديدة للرئاسة .
وعلى الأقل تمكين الوزير سليمان فرنجية لمرحلة الاستحقاق القادمة ،مرحلة يحتاج فيها النظام العالمي الجديد تحديد وتنظيم دور الدول الكبرى وحلفائها روسيا وإيران وسوريا سياسياً والصين اقتصادياً في المنطقة ، فالشرق الأوسط أما أن يمرّ بمرحلة تدمير فبناء شامل والنهوض بالإخفاقات التي خلفتها السياسات الغربية المتعاقبة ، وأما أن يكون هناك اتفاق أمريكي غربي وروسي إيراني سوري والاتفاق على غلق ملف الأزمة في لبنان برعاية عربية سعودية ، بعد نجاح المسعى السعودي الفرنسي بالاتفاق على الرئيس المرشح ورئيس الحكومة في ظل تقاطع المصالح في الملف اللبناني ؟..
إن الرؤية السعودية لحل الأزمة اللبنانية رؤية الحل الكامل المتكامل وذلك بهدف إحلال التوازن الأمني في المنطقة، فهل يعبد هذا الطريق الشائك لتفادي الحرب التي قد تشعلها إسرائيل نحو لبنان في حال التوجه بجدية لأسقاط حكومة نتنياهو في ظل المظاهرات القائمة والمستمرة في الداخل الإسرائيلي ، فهل يسير سياسيو لبنان وقافلة الرئيس سليمان فرنجية ؟..