نمر الصباح إن الكويت حققت تقدما ملحوظا في مجال الامن السيبراني
قال وكيل وزارة النفط الشيخ نمر الصباح إن الكويت حققت تقدما ملحوظا في مجال الامن السيبراني، لكنه أشار الى ان التطورات التكنولوجية نفسها التي نحققها لدعم بنيتنا التحتية السيبرانية تجلب تهديدات إلكترونية جديدة للبنية التحتية والتقدم والأمن.
وقال الشيخ نمر الصباح في كلمة له خلال مؤتمر الكويت الرابع لحماية أمن معلومات أنظم التحكم الصناعية KIACS 2019 الذي يعقد تحت رعاية وزير النفط: «قبل بضع سنوات ، أعلنت الكويت عن رؤيتها الجديدة لعام 2035. في هذه الرؤية ، وضعنا أربعة ركائز أساسية وهي: تحقيق مكانة عالمية، بناء بنيتنا التحتية ، تطوير رأس مال بشري إبداعي ، والحفاظ على إدارة علاقات عامة فعالة، مضيفا: إن العمل من أجل تحقيق الأمن السيبراني يدعم هذه الركائز الأربع.
وأشار الى انه خلال السنوات الماضية ، حققت دولة الكويت تقدماً ملحوظاً في هذا الإطار. إلا أن ذلك ليس كاف. إن هذه التطورات التكنولوجية نفسها التي نحققها لدعم بنيتنا التحتية السيبرانية تجلب تهديدات إلكترونية جديدة للبنية التحتية والتقدم والأمن. يستهدف القراصنة معلومات قيمة من خلال الفضاء الإلكتروني المشترك الذي يسهم في تقدم صناعاتنا.
وتابع: تشكل هذه التهديدات أولى اهتمامات دولة الكويت لأنها تضمن سلامة وحماية مواطنيها. ولدينا مهمة الرد على هذه التهديدات التي تستهدف أمننا القومي. إننا نعزز البنية الأساسية للأمن السيبراني في بلدنا من خلال اقتراح تشريعات جديدة وتعزيز مشاركة المعلومات بين الحكومة والقطاع الخاص. نحن نستثمر في البنية التحتية الإلكترونية لدينا للحفاظ على التنمية المستدامة العامة للكويت.
ورأى أنه لحماية البنية التحتية لدينا ، يجب أن تتم الشراكات والتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والمؤسسات الأخرى. والهدف من ذلك هو تبادل الخبرات والمعرفة والتأكد من أن كل طرف مشارك في هذه الجهود يدرك ما يجب القيام به. يجب أن نستخدم نقاط القوة والموارد لدينا لتعزيز التدابير التي تم تنفيذها لحماية اقتصادنا الرقمي والتأكد من أننا لا نفتقر إلى إمكاناته.
وقال: يسرني أن أرى الحوار المستمر الذي يدور حول الأمن السيبراني في الكويت بمشاركة نخبة من المحترفين من جميع أنحاء العالم. إن التحديات تتغير ، ونحن بحاجة إلى أن نكون في طليعة تبني الحلول. وهذا يستدعي بذل جهود مشتركة بين الشركات والحكومة لبناء استراتيجية تستند إلى ثلاث ركائز أساسية: الدفاع ، الردع ، والتطور.
وأضاف: أعتقد أن مفتاح نجاحنا يكمن في التعاون بين جميع الأطراف والتركيز المستمر على تقديم نتائج ملموسة لصناعتنا ومجتمعنا بشكل عام. أنا متأكد من أننا من خلال KIACS 2019 ، نتحرك نحو خلق الوعي وتعزيز الأمن السيبراني من أجل ضمان حماية بنيتنا التحتية الصناعية في الكويت.
من جانبه، أكد نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول هاشم هاشم أن النسخة الجديدة لأكبر حدث من نوعه في مجال الأمن السيبراني وهو (مؤتمر الكويت الرابع لحماية أمن معلومات أنظم التحكم الصناعية KIACS 2019)، تضم خبراء يجمعهم هدف واحد: وهو أن نحافظ على أمن قطاع النفط والغاز من الهجمات والتهديدات السيبرانية.
وقال في كلمته خلال المؤتمر ان قائمة الضيوف والمشاركين تضم مجموعة من الاحترافيين والاختصاصيين من القطاعين العام والخاص في مجالات النفط والغاز، تكنولوجيا المعلومات، والتربية والتعليم. كما يشاركنا المؤتمر طلاب وصحفيون وغيرهم من القطاعات المساندة.
واشار إلى انه منذ اختتام هذا المؤتمر في نسخته الماضية، فإن ما تم تحقيقه من تطورات مميزة في مجال الأمن السيبراني ساهم في خلق قفزة نوعية في طرح حلول جديدة تهدف إلى تعزيز وزيادة مرونة الأنظمة التكنولوجية التي تستخدمها الشركات في مجال عملنا. كما شهدنا أيضاً ظهور تهديدات وأخطار جديدة أثّر بعضها على استمرارية الأعمال في بعض المواقع حول العالم.
ولفت هاشم إلى ان الكويت لم تكن مستثناة من هذه التهديدات السيبرانية. لأن الكويت في الحقيقة تضم واحداً من أكبر قطاعات النفط والغاز في العالم.
وقال على كل حال، فقد حافظنا بنجاح على مرونتنا وقدرتنا في وجه هذه التهديدات، وزدنا استثمارنا في تطوير أنظمة الحماية لبنيتنا التحتية لتكون في أمان دائم. وكانت جهودنا في هذا المجال على الدوام مواكبة لأحدث المعايير المعتمدة عالمياً في هذا المجال. ونحن نعمل باستمرار على تطوير قدراتنا وكفاءاتنا وأنظمتنا التكنولوجية، وكذلك تأهيل فرقنا المتخصصة، لتعزيز الحماية لنظمنا الرقمية.
وأوضح هاشم انه ومع التوجه المتزايد لتحول كثير من قطاعات العمل إلى الاعتماد على الأنظمة الرقمية لعملياتها كل عام، فإن التهديدات السيبرانية تتطور هي أيضاً عاماً بعد عام وتصبح أكثر ذكاء وقوة. ولذلك فإن الحل هو أن نكون جاهزين للعمل على الحد من هذه المخاطر من خلال التعرف على طرق وجودها، وعبر حماية أنفسنا ضد هذه المخاطر، وكذلك كيف نستجيب ونتعامل معها.
واشار إلى انه في تقرير لسنة 2019 نُشر حديثاً عن مؤسسة Version و مقرها في الولاديات المتحدة، ظهر أن 16 في المئة من الجرائم السيبرانية تستهدف شركات القطاع العام، 52 في المئة منها هي عبارة عن عمليات قرصنة، بينما 33 في المئة منها يكون هجوماً سيبرانياً ذو طابع اجتماعي، و28 في المئة يكون برمجيات خبيثة، و16 في المئة سوء استخدام من الأشخاص المخولين.
كما أشارت بعض الدراسات الأخرى الحديثة إلى أن 86 في المئة من التهديدات السيبرانية التي تصيب القطاعات الصناعية هي من النوع الذي يصنف أنه هجوم مستهدف. وقال تهدف هذه الجرائم السيبرانية إلى التلاعب بالفضاء الإلكتروني ومن ثم تقويض واختراق شبكات الشركات العادية والصناعية بهدف الوصول إلى بيانات حساسة لأغراض غير قانونية.
وأضاف: لذلك فإنني سعيد لوجودي هنا لدعم الجهود المتضافرة لشركاتنا ومؤسساتنا وقطاعاتنا الصناعية لإيجاد أفضل الحلول الفعالة عاماً بعد عام. إن فضاءنا الإلكتروني مترابط ومتشابك، ولذلك فإن أي تهديد لواحد منا هو تهديد للجميع.
واشار إلى استضافة المؤتمر الحالي نخبة من الخبراء خلال يومي المؤتمر لنستفيد من الخبرات والتطورات الحاصلة في هذا المجال. هنا يلتقي الخبراء والمعنيون من الكويت، دول الخليج، ومن كل العالم لتبادل المعرفة حول الذكاء الرقمي، ولمناقشة أحدث حلول الحماية من التهديدات السيبرانية.
واكد على إننا معاً، أمام مهمة واحدة، هي أن نحمي بنيتنا التحتية وشبكاتنا المعلوماتية وبياناتنا الرقمية. وإننا بحاجة لنرتقي بالوعي والمعرفة التي تمكّننا من مواجهة هذه التهديدات، وذلك أيضاً بمزيد من الاهتمام لتطوير بنية تحتية سيبرانية مرنة وآمنة.
وقال أود هنا أن أستفيد من هذه الفرصة لأعبر عن امتناني لمنظّمي هذا المؤتمر: مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة، وكذلك شركة ايكويت والذين قاموا جميعاً بتوحيد جهودهم لخلق منصة معرفية يمكننا عبرها العمل سوياً لتحقيق الأمن والحماية لصناعة النفط والغاز.
واكد هاشم على العمل معاً نحو تحقيق كفاءة ومرونة أمثل لأمن معلومات أنظم التحكم الصناعية.