يحاسبون الحكومة على خردة …! بقلم عبدالعزيز خريبط
منذ أزمة تدني أسعار النفط وهناك احتمال كبير في رفع سعر مشتقاته،وهذه النتيجة طبيعية مع المادة الناضبة، كما أن الفترة حرجة للغاية وأيضا السوق العالمي غير مستقر، فهذه الخطوة من المفترض أن تكون آلية دون الرجوع إلى رأي المجلس الذي يرفع فيه أعضاؤه العقال والنعال بوجوه بعضهم البعض..! وحقيقة على ماذا كل هذا التمثيل والتباكي على جيب المواطن والموضوع محسوم من وقت جني الخسائر المتتالية، إضافة إلى أن سعر التسعيرة الجديدة معقولة ومناسبة جدا في وقت التدني الحاد لسعر النفط وارتفاع الدولار.
وهل حقيقة أن السعر سيفرق كثيرا مع المواطنين؟ لنكن أكثر صراحة وواقعية لا أظن أن الخردة هي التي ترهق جيب المواطن، ولا أظن كذلك أن هذه الزيادة ستقصم ظهره وتجعله ينام دون عشاء ولا يكلم أحداً..! أو محل تراجع وإعادة النظر لكثير من الأمور والقضايا التي غابت عن الذهن، فالأمور ماشية على ما يرام، وهذه الزيادة طبيعية وهي بمثابة جس نبض لحسبة أخرى على فترات قادمة ستكون من رفع الدعم نهائيا، فلا ننس كلمة رئيس مجلس الوزراء انتهى عصر الرفاهية.
إذا كنا حقيقة نريد إصلاحاً اقتصادياً في البلد ينبغي علينا تقبل التغيرات وإن كانت أموراً لم يتم التعود عليها، وأتساءل ما الضرر عندما يدفع المواطن لشيء يستهلكه؟
ولكي لا يكون المقال عبارة عن تساؤلات إلا أن الواقع مليء بالتساؤلات، أشياء كثيرة أقرها هذا المجلس ولم يبد أي أحد الاستياء سوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي والرتويت والسخافة، علما أن هناك وسائل متاحة في إبداء الرأي وتسجيل المواقف بشأن هذه الموافقات السريعة التي تتخذ في وقت أكثر المواطنين خارج البلاد لتتم العملية بنجاح وبهدوء، إلا أننا مع الحكومة ومع رفع الدعم نهائيا، وليس فقط مع زيادة مؤشر جس النبض.
فبعض المواطنين والمقيمين بصورة قانونية وغير قانونية لا يستحقون أي دعم من الحكومة بعد القيام بمهازل ملأت الساحة السياسية فوضى وفقدان الأمل والحسرة على ما تقدم من امتيازات ودعوم وبعثات وعلاج سياحي ورواتب ومنح ومكافآت وزيادات وعلاوات وتجاوزات.
فقبل إبداء الاستياء والرفض من الأفضل على البعض مراجعة مواقفه وأيضا حساباته.
الموضوع لم يقف على «بانزين» وفروقات بسيطة في السعر أو توجيه إعلامي بشأن تهيئة الجو لرفع أسعار الوقود مع حرارة هذا الصيف، فهناك الكثير من القوانين مررت دون تسليط إعلامي، وشغل النواب وإدارة الأزمات من الأمور البعيدة عنهم فهم مشغولون برفع العقل والنعل .. وتريدون محاسبة الحكومة؟ مشاريع عطلت منذ سنوات طويلة وخسائر ملايين الدنانير راحت ردت على خردة ؟ ما تستحون؟!