أهم الأخبارالأسبوعية

مدفأة الأشقياء …بقلم الكاتبة خولة سامي سليقة

 

لن أقول لك خمس مرات أحبك كما كتبت لي، لأنك حبيبي لا حبيب بعدك.

ملياً غاصت بعينيها خلف الحروف و بينها، عصرت الورقة بين أصابعها جيداً، خلفها رسالة ثانية و ثالثة و رابعة، حتى راح الموقد يشتعل من جديد و العمر يعسعس ببطء.

بدأت الحياة تدب في زرقة أصابعها. الحب يدفئ الأشقياء على طريقته.

 

تفاحة خارج الموسم

……………….

 

المسافة لم تكن قريبة أبداً. أذكرها قرابة اثنين كيلو متراً، أطفالاً كنا في المرحلة الابتدائية، شغوفين بالعلم محبين للمدرسة رغم نظام المتعب على فترتين صباحية و مسائية، كنا نبكي لو ملأت الثلوج الطرقات و حرمنا الذهاب إليها.

ذلك المساء ما غادر خاطري و لن. ما حييت!

عائدة بعد انتهاء الدوام المدرسي و السماء لا تنفك دلق دلائها المجنونة، الطريق طويلة صوب المنزل،غبش يعارك عيني، و هدباي ثقيلان من مطر لا أستطيع احتماله، أستدير قليلاً لأمسح عينيّ ثم أعاود المسير، معطفي الأحمر من الجوخ شرب ماء السحب إلى أن كبل حركة كتفيّ، أما فردتا حذائي الشتويّ الممتدان قرابة الركبتين غاصتا في طمي لزج.

كل شيء كان صعب الاحتمال حتى غدا بعد تلك اللحظة مستحيلاً، حين امتدت يد أحدهم من نافذة سيارة  مسرعة، ملقياً تفاحة قضم منها القليل لترتطم برأسي.

 

 

 

آخر الحروب

……………………

– جدي هل قطعت مع جدتي قوالب الحلوى بالسيف، في حفلة زفافكما كما فعل العريسان الليلة ؟

-لا يا صغيري ! في زمننا كان السيف للقتال و الحروب.

– الله! ذهبت إلى الحرب إذاً يا جدي؟

– ثنى الجريدة صامتاً، وضعها على الطاولة ثم أدار عجلات كرسيه متجها إلى غرفته، الحلبة الأخيرة حيث يصرع ذكريات الألم و تصرعه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى