أهم الأخبارتقارير

تسع سنوات على رحيله والأمير الراحل سعد العبدالله باق برؤيته الوطنية

تقرير : رباب عبيد

في مثل هذا اليوم ترجل عنا فارس السياسة الكويتية الراحل سمو الشيخ سعد العبدالله الجابر الصباح الحاكم الـ14 لدولة الكويت , الذي ذهب عنا وبصماته الخالدة في قلوبنا وعقولنا , امتازت مواقفه الخالدة بالمحورية والفاصلة في السياسة الكويتية .

ونحن في هذه الذكرى نقف تحية وإجلالا وتعظيما لدور الراحل سمو الشيخ سعد العبد الجابر الصباح في مرحلة كانت الكويت تصد عدوانا غاشما اراد النيل من وحدة الصف والتراب الكويتي .

من سيرته

وكانت بداية سمو الأمير الوالد (رحمه الله) في العمل السياسي العام مبكرة ، تلقى سمو الشيخ سعد العبدالله تعليمه العام في الكويت، ثم سافر الى انجلترا عام 1951، والتحق بكلية «هاندن» العسكرية ثم استكملها بدورات متخصصة في علوم الأمن والشرطة والتي انتهت عام 1954، وبدأ مهامه الوظيفية في دائرة الأمن العام، وتدرج في مختلف المناصب بجهاز الشرطة والأمن العام، حتى عين نائبا لرئيس الشرطة العامة التي كان يتولى عمه المغفور له الشيخ صباح السالم رئاستها، واستمر في هذا المنصب حتى عام 1959، ثم انضمت الشرطة للأمن العام حيث تولى الراحل الشيخ سعد العبد الله الصباح، منصب نائب رئيس الشرطة والأمن العام، وكان يتولى رئاستها آنذاك المغفور له الشيخ عبدالله المبارك.

انجازاته

الراحل شارك في وضع دستور الدولة الحديثة، من خلال لجنة صياغة الدستور وحرص على أن يثري الجلسات بنقاشات تهدف الى الصياغة المثلى للدستور بما يضمن شرعية الدولة وحقوق مواطنيها , يعد الشيخ سعد العبد الله من صانعي السياسة الكويتية في مجالي الأمن والدفاع فهو أول وزير للداخلية وثاني وزير للدفاع في ظل الدستور , وهو من الرجال الذين شاركوا وبفاعلية في وضع أسس بناء الكويت، فقد كان شاهدا على اللحظات الأولى لاستقلال الكويت وقيام دولتها الحديثة وكان مشاركا في لجنة صياغة الدستور، وكان عضوا فاعلا في إنجازه بالمناقشات والنقاط التي كان يثيرها مع أعضاء اللجنة.

زكاه صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد  الصباح سمو الشيخ سعد وليا للعهد عام 1978 وفي فبراير من ذلك العام تم تعيينه رئيسا لمجلس الوزراء، حيث كلف بتشكيل الوزارة العاشرة في تاريخ الكويت عام 1978 ونودي به اميرا في 15 يناير 2006 عقب وفاة سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد.

الحكومات

واجهت الحكومات التي ترأسها الراحل الشيخ سعد العبدالله الصباح على التوالي ظروفا حافلة بالتحديات والأحداث الجسام على مختلف المستويات وعلى الصعيدين الداخلي والخارجي، داخليا وفي عهده قطعت الحكومات شوطا طويلا في تطوير وتحديث الاجهزة الأمنية والارتقاء بها الى مستوى الاحداث بما مكنها من تأكيد دورها، وتجسيد فعاليتها في المحافظة على الاستقرار، وامن المواطنين وسلامتهم.

الحوار والإرهاب

وضع الراحل سمو الشيخ سعد العبد الله الجابر الصباح حلولا للازمات الاقتصادية التي اجتاحت الكويت خلال عقد الثمانينيات حتى تصدى لمشكلة اضطراب الأمن، إذ كان على قناعة مؤداها ان استقرار الامن في ربوع الوطن هو المدخل الحقيقي للتنمية والتقدم ورفاهية المواطنين.

رأى رحمه الله – أن الطريقة المثلى للتعامل مع ظاهرة الارهاب هي الحوار، إذ ان العنف في رأيه لا يولد إلا عنفا، ومن الأجدى احتواء الحركات الارهابية والتعامل مع القائمين بها بموضوعية وايجابية وبعيدا عن التشنج، مع ادانته في الوقت نفسه لتلك الحركات التي كان من نتيجتها رسم صورة مشوهة عن الاسلام، ليس من شك في أن الإسلام بريء منها.

الغزو الغاشم

دافع الشيخ سعد العبد الله الصباح عن الحق الكويتي بوطنية متناهية  منذ اول يوم للاحتلال الصدامي للكويت وبذل سمو الشيخ سعد العبدالله الصباح  خلال بذل جهودا جبارة للدفاع عن الحق الكويتي في جولاته على الدول الشقيقة والصديقة خلال فترة الاحتلال الصدامي للكويت في عامي 1990 و1991 , شرح قضية شعب الكويت العادلة وكان الاثر الواضح في وقوف تلك الدول الى جانب الكويت، كما كان  سفيرا للقلوب الكويتية وللقضية الكويتية حول العالم , لقد كان رأي سموه منذ اللحظات الاولى للعدوان الصدامي في إصراره على مغادرة سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح – رحمه الله  تعالى الى  المملكة العربية السعودية , لأن وجود رمز البلاد في الخارج استمرارية للمقاومة وحرية الحركة لحشد الرأي العام الدولي والإسلامي والعربي حول قضية الكويت وسرعة تحريرها، فحفظ للكويت سلطتها الشرعية أمام العالم ودفع بالمقاومة إلى التحرك في الداخل والخارج وتولى بعد التحرير مسؤولية إعادة مرافق الدولة للعمل بكل كفاءة وسرعة وفرض الأمن والنظام ومعالجة المشاكل التي خلفها الاحتلال.

مؤتمر جدة

مؤتمر جدة علامة فارقة في  القضية الكويتية انعقاد المؤتمر الشعبي في جدة خلال الفترة من 13 الى 15 اكتوبر من العام 1990 والذي نبعت فكرته من سمو الأمير الوالد حيث طرحها في اثناء زيارته الى المملكة المتحدة ولقائه مع ابناء الكويت في لندن في الاسبوع الاول من شهر سبتمبر 1990 اي بعد نحو شهر من وقوع الاحتلال الصدامي.

وبعد عودة سموه الى الطائف، عرض الامر على سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد، رحمه الله، فباركها وايدها وبدأت الاجراءات لتشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر وباشر سموه جميع الاجراءات بنفسه بدءا من الاجتماع مع اللجنة التحضيرية واعداد جدول الاعمال ومقابلة بعض الشخصيات الكويتية التي ستحضر المؤتمر وتوضيح فكرته والاتفاق على شعاره الى اصدار الدعوات باسم سموه الى جميع المشاركين، وبلغ عدد المشاركين 1200 شخصية كويتية تمثل مختلف القوى السياسية والاقتصادية والاجتماعية اضافة الى عدد من الشخصيات الاجنبية ونحو 433 من رجال الصحافة والاعلام لتغطية احداثه وترأس سموه المؤتمر، ورفع المؤتمر شعار «التحرير.. شعارنا.. سبيلنا.. هدفنا» وألقى سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد كلمة الافتتاح وألقى سمو الشيخ سعد العبدالله رئيس المؤتمر كلمة في اليوم الأول ثم ألقى سموه كلمة في ختامه.

وصدر عن المؤتمر بيان ختامي يشمل 19 بندا ثم تكونت لجنة من 29 عضوا بدعوة من سمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله وبرئاسته لتشكيل هيئة استشارية عليا برئاسته لمتابعة تنفيذ التوصيات والقرارات، ومع تحمل سموه الأعباء والمهام الجسام التي كانت موكلة اليه خلال فترة الاحتلال الصدامي الغاشم للكويت والتي اداها بكل صدق وتفان فإن ذلك كله لم يؤثر على مهامه الاساسية كولي للعهد ورئيس لمجلس الوزراء والتي تمثلت خلال هذه الفترة في رئاسة اجتماعات مجلس الوزراء الذي كان في حالة انعقاد شبه مستمر، في مدينة الطائف خلال فترة الاحتلال وذلك لإدارة شؤون البلاد والمواطنين في الداخل والخارج وتميزت هذه الفترة بأهمية الموضوعات التي كان يناقشها المجلس وحيويتها والسرعة والدقة في القرارات التي تم انجازها.

دبلوماسية كويتية

وقام سموه بجولة شملت سورية وتركيا والمغرب والجزائر وتونس خلال الفترة من 13 الى 23 اغسطس 1990، حيث سلم رسائل من سمو الأمير الراحل تتعلق بآخر المستجدات في ضوء العدوان على الكويت، كما زار ليبيا وعقد اجتماعات لشرح ابعاد قضية الكويت لشعوب تلك الدول وادلى بتصريحات شكر فيها الدول المؤيدة للكويت على مواقفها المؤيدة للحق والعدل، وابرز سمو الامير الوالد الراحل موقف الكويت وبشكل مستمر على انها ليست داعية حرب ولا تريد تعريض المنطقة للخطر، بل كل ما تطلبه هو تنفيذ قرارات القمة العربية وقرارات مجلس الأمن 660، 661، 662 وقرارات مؤتمر وزراء خارجية الدول الاسلامية التي تتفق جميعها على ضرورة انسحاب العراق فورا ودون اي شروط، وكان سموه يتابع بصفة شخصية ودائمة الاوضاع المعيشية الكريمة للمواطنين الكويتيين في الخارج سواء في الدول الخليجية او العربية وتأمين المعيشة للمواطنين في الداخل بهدف رفع الروح المعنوية والوقوف على المستجدات في الساحة الداخلية واحتياجات المواطنين وبيان مؤازرة الشعوب الشقيقة والصديقة لجانب الحق الكويتي.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى