أهم الأخبارسياسة

لصوت الخليج ” بشور ” : أمن المخيمات من أمن لبنان والمبادرة الفرنسية طريق الحل للازمة السعودية اللبنانية

كتبت : رباب عبيد

حول تطورات ملف استقالة رئيس الحكومة اللبناني ” سعد الحريري ”  من الرياض وتصعيد اللهجة بين الرياض وبيروت , حيث أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أن المملكة تتشاور مع حلفائها حول الآليات التي سيتم استخدامها ضد “حزب الله”، لافتا إلى أن السعودية عبر خطواتها تؤكد لإيران أن الكيل طفح.

وقال الجبير، في مقابلة مع وكالة “رويترز”، اليوم الخميس: “نتشاور مع حلفائنا حول الآليات التي سيتم استخدامها ضد حزب الله وسنتخذ قرارا بهذا الشأن في وقت مناسب”.

وشدد الجبير على ضرورة أن ينزع “حزب الله” سلاحه ويتحول إلى حزب سياسي عادي لكي يصبح لبنان دولة مستقرة.

كما اعتبر وزير الخارجية السعودي أن “حزب الله” يمثل في الوقت الراهن فرعا للحرس الثوري الإيراني، مشددا على أن المملكة، ومن خلال الخطوات التي تتخذها، ترد على العدوان الإيراني.

وأوضح الجبير: “كيفما نظرت للأمر وجدت أنهم الذين يعملون بطريقة عدائية، ونحن نرد على ذلك العداء ونقول إنه طفح الكيل”.

خمن جهته أعرب الرئيس اللبناني، ميشال عون، عن أمله بأن تكون الأزمة التي اندلعت مع استقالة رئيس الحكومة، سعد الحريري، من الرياض، وما رافقها من ملابسات، قد انتهت بوصول الأخير إلى فرنسا السبت.

وقال عون في كلمة أمام مجلسي نقابتي الصحافة والمحررين في قصر بعبدا اليوم الخميس: “انتظر عودة الحريري من باريس لنقرر الخطوة التالية بموضوع الحكومة”.

وأضاف: “نأمل أن تكون الأزمة قد انتهت وفُتح باب الحل بقبول الحريري الدعوة لزيارة فرنسا.

واعتبر الرئيس عون في كلمته، أن “كرامة لبنان وسيادته واستقلاله تتقدم على كل المصالح، ويجب أن يشعر كل لبناني أن فوقه مظلة تحميه من أي اعتداء أياً يكن مصدره”.

وشدد قائلا، إن “همّنا خلال معالجة الأزمة كان تمتين الوحدة الوطنية وحماية الاستقرار الأمني والمالي والاقتصادي”، وخلص الرئيس اللبناني إلى القول، إن “لبنان متمسك بسياسة النأي بالنفس وخصوصا في الخلافات بين الدول العربية”.

وأكد رئيس الجمهورية اللبنانية، أن الحريري، سيصل يوم السبت إلى باريس مع عائلته، ليرتاح في فرنسا أياما قليلة معدودة، قبل أن يعود إلى بيروت وعندها يقرر في مسألة الاستقالة.

وجاء تأكيد عون هذا، خلال استقباله رئيسة الكتلة الشعبية، ميريام سكاف، في القصر الجمهوري في بعبدا، وذلك ضمن لقاءات التشاور السياسية المرتبطة بوضع رئيس الحكومة سعد الحريري بعد استقالته من الرياض.

بدورها أثنت سكاف على الدور الوطني الممتاز الذي لعبته الرئاسة في هذه الأزمة من موقع حرصها على سيادة قرار البلد، والحفاظ على أبنائه أفراداً ورؤساء ومؤسسات.

 وقالت أمام الرئيس عون إن “الوطن محظوظ لكونك على رأس قيادته في مرحلة و سنوات ضاغطة”.

 وقد شدد الرئيس عون خلال اللقاء أن كل هذه الأزمات لن تثنينا عن إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المقرر مهما بلغت التحديات.

وكان مكتب رئاسة الجمهورية اللبنانية قد أصدر بيانا نهاية الأسبوع الماضي، جاء فيه: “أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مراجع رسمية محلية وخارجية، أن الغموض المستمر منذ أسبوع حول وضع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري منذ إعلانه استقالته، يجعل كل ما صدر ويمكن أن يصدر عنه من مواقف أو خطوات أو ما ينسب إليه، لا يعكس الحقيقة، بل هو نتيجة لوضع غامض وملتبس يعيشه الحريري في المملكة العربية السعودية، وبالتالي لا يمكن الاعتداد به”.

وكانت وسائل إعلام لبنانية، أشارت في وقت سابق أن الرئيس عون، أمهل الرياض أسبوعا لجلاء مصير سعد الحريري  وعودته إلى وطنه قبل أن يبادر بتقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن.

حول هذا الموضوع فتحت “مجلة صوت الخليج”  لقاءا خاصا حول تداعيات الازمة اللبنانية السعودية , وذلك مع الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي – الكاتب والمحلل السياسي والمنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية في لبنان الاستاذ” معن بشور” …سألناه وأجاب :

* بعد التصعيد الاخير من الرئيس اللبناني حول احتجاز سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية  المستقيل من الرياض ,هل تتوقع ان يكون التأزيم ضد لبنان تازيم سياسي اقتصادي شبيه بالملف القطري خصوصا بعد تدخل فرنسا لإخراج رئيس الحكومة وعائلته من السعودية ؟

– كل الاحتمالات واردة، ولكن إذا نجحت المبادرة الفرنسية في دعوة الرئيس سعد الحريري وعائلته إلى فرنسا، فقد تكون الازمة اخذت طريقها إلى الحل، وهذا ما يتمناه كل لبناني حريص ألا تتأزم علاقة بلاده بأي بلد عربي.

في كل الاحوال، لا اعتقد ان أي محاولة للتأزيم الاقتصادي السياسي مع لبنان ستحقق اغراضها لسببين :اولهما ان أغلبية اللبنانيين يعتبرون ما جرى لبلادهم اهانة لكرامتهم الوطنية ولن يقبلوا أي تراجع، وثانيها  ان ظروف لبنان غير ظروف قطر ناهيك ان تجربة التأزيم مع قطر لم تكن ناجحة.

* أم نحن أمام تصعيد وتازيم أمني  من السعودية لضرب لبنان ؟

– التصعيد والتأزيم الامني دائما وارد في لبنان،  سيما من قبل كل القوى المعادية للبنان وأمنه واستقراره ودولته ووحدته ومقاومته وفي مقدمها العدو الصهيوني، والذي ينتظر أي تأزم سياسي ليمارس دوره التخريبي في لبنان والذي لم يتوقف منذ قيام الكيان الصهيوني.

ولكنني اعتقد ان في لبنان شبكة أمان من الدولة وأجهزتها والشعب اللبناني ووحدته قادرة على حمايته من أي تأزيم أمني.

* كيف سيكون موقف المخيمات الفلسطينية  في لبنان من تهديدات الرياض   لاسيما وأن كانت هناك زيارة لفخامة الرئيس الفلسطينى إلى الرياض جمعته بالقيادة السعودية؟

– اعتقد ان الفلسطينيين في لبنان حريصون على أمن لبنان حرصهم على مخيماتهم، ليس من موقع وطني وقومي فحسب، ولا من ادراك منهم لما تحملّه لبنان من معاناة، وما زال، بسبب موقفه من القضية الفلسطينية فقط، بل أيضاً لارتباط امن المخيمات بأمن لبنان.

وموقف القيادات الفلسطينية كافة، داخل لبنان وخارجه، واضح من الحرص على لبنان وامنه، يعتبر من الثوابت الفلسطينية التي  اثبتت صلابتها في اكثر من تجربة.

* هل تتوقع من إسرائيل فتح جبهة مع المقاومة في الجنوب ما لو تم ضرب الأراضي اللبنانية من قبل الرياض ؟

–  مع حكومة نتنياهو كل شيء ممكن، لكنني اعتقد ان في تل ابيب وخارجها من يدرك خطورة مثل هذا الانزلاق إلى حرب مع لبنان وتكاليفها على كل المستويات البشرية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية.

ويبدو ان موقف تل ابيب من محاولات زجها في حرب مع لبنان كان واضحاَ في الأزمة الأخيرة، فالاسرائيليون أيضاً باتوا يخططون لحروب بالوكالة، حيث يستخدمون كل من يستطيعون استخدامه، ولكن لا يسمحوا لاحد ان يستخدمهم، وتجربة عدوان 2006 على لبنان كانت درساَ قاسياَ لهم، فلقد شجعتهم واشنطن وعواصم غربية، كما شجعتهم حكومات عربية وجهات لبنانية، ومع ذلك كانت النتيجة قاسية جدا.

* هنا تطمينات من خلال  خطاب السيد حسن نصر الله على استبعاد التهديدات السعودية برايك هل يملك حزب الله  ورقة تجعل الرياض تعيد النظر بتهديداتها؟

 –  لا اعتقد ان السيد حسن نصر الله قد استبعد أي تهديدات سعودية أو غير سعودية لكنه اعلن اعتقاده بصعوبة ترجمتها إلى واقع يخسر المعادلات القائمة، خصوصا انه كان مرتاحا للاجماع الشعبي اللبناني حول موقف الرئيسين ميشال عون ونبيه بري، ومرتاحا لمواقف دول عربية مهمة لم تشارك الرياض اندفاعتها غير المحسوبة تجاه لبنان، ومطمئنا إلى ان المقاومة في لبنان هي جزء من تحالف واسع يمتد من البحر المتوسط إلى بحر الصين.

ويبقى العالم بانتظار نجاح المبادرة الفرنسية ووصول سعد الحريري الى فرنسا ومنها الى بيروت .

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى