لقاءات

أ‌.بتول خميس لـ” صوت الخليج” العناد مرحلة عمرية والعنف سلوك سببه الحرمان

حاورتها : رباب عبيد

حاصلة  على بكالوريوس رياض اطفال من جامعة الكويت وعملت ١٠ سنوات في مجال التدريس , بعدها انتقلت للعمل الاداري والتدريب مدرب مدربين من البورد العربي ومدرب معتمد من مكتب استشارات والتدريب كلية العلوم الاجتماعية جامعة الكويت.وحازت على شهادة مدرب من وزارة الدوله لشئون الشباب وأخصائي اول لتحليل وتعديل السلوك عن طريق الخط ,عضو في مجموعة tctm للاستشارت والتدريب وعضو في مجموعة بالإمكان التابعه لوزارة الدوله للشباب …انها أ. بتول الخميس .. ألتقت بها صوت الخليج وكان لنا معها هذا الحوار المفيد والشيق …

  • اذكري لنا الدورات التي قدمتيها في مجال عملك كمدربة تنمية بشرية ؟
  • قدمت وشاركت في العديد من الدورات التدريبيه ومنها ألعاب التدريبيه والتعليم الممتع – تعديل السلوك عن طريق الخط ويوم مميز في حياتي وفنون العرض والإلقاءاسمعني وحاورني ورؤيتي ورسالتي لغات الحب الخمسة للطفل , كما حضرت العديد من البرامج التدريبيه والمؤتمرات التربويه.

هل دربتي  شريحة من الطلبة  ؟

الحمد الله لدي العديد من البرامج التدريبيه وشاركت في العديد من الجلسات التدريبيه منها تعديل السلوك عن طريق الخط ويوم مميز في حياتي لطلبه المرحلة المتوسطه ولغات الحب الخمسة للطفل .

اذن هناك برامج للمراهقين ؟

هناك عدة برامج تدريبيه خاصه للطلبه والمراهقين وهي رؤيتي ورسالتي وهذا البرنامج يعطي رؤيه واضحه للطلبه على كيفية كتابة الرؤيه والرساله ووضع خطه واضحه لأهدافه المستقبليه وكذلك من أبرز البرامج التدريبيه (اسمعني وحاورني ) وهو برنامج يقدم لأولياء الامور والمعلمين لمعرفة ما للاستماع والحوار دور فعال في تربية الابناء وتحسين السلوك الايجابي.

لماذا توجهتي الى التدريب البشري في دورات تخص الطفل والمراهق ؟

توجهت للبرامج التدريبيه التي تهتم بمرحلة الطفوله والمراهقه وذلك لما لهاتين المرحلتين من أهمية في حياة الفرد,ولأننا نحتاج في وقتنا الحاضر للتوجيه ومعرفة كيفية التعامل مع هاتين المرحلتين وخاصه مع غياب أسس التربية الصحيحه وكيفية التعامل مع المرحلتين لذلك كان لابد من البحث الدائم والإطلاع على احدث طرق التعامل والتربية مع الابناء .

حديثينا عن لغات الحب الخمسه للطفل ؟

لغات الحب الخمسه هو عنوان لكتاب بيع منه مليونان ونصف نسخه وهو للكاتب جاري تشامبان وهو مدير ومؤسسه استشاريه للحياة الزوجيه والحياة العائليه.

لماذا أخترتي لغات الحب للتعامل مع الطفل ؟

الحب هي اجمل لغة يتحدث بها الإنسان ويتعامل بها مع الآخرين وهي كذلك اسهل الطرق للوصول لقلوب الآخرين ، وبالحب تعيش المجتمعات بالأمن والأمان والاستقرار .

هل يحتاج الطفل للحب ؟

الطفل في مراحل حياته المختلفه اكثر ما يحتاج اليه هو الحب بل الانسان في كل مراحله يحتاجه ,  ويطلب الحب ولا ينكر اي شخص ان الحب هي لغة التربيه الأولى وهي الأساس الذي تبنى عليه الاسر السعيده والناجحه .

وهنا السؤال الذي نطرحه كيف اقدم الحب للطفل وكيف يفهم الطفل الحب وما هو السلوك المعبر عن الحب  الذي يتقبله الطفل اكثر من غيره من السلوكيات ؟

لغات الحب الخمسة حسب كتابات تشابمان هي خمسة لغات وهي كالتالي ( التلامس الجسدي مع الطفل والعبارات الحب والمديح او ما نسميها بالتوكيدات الايجابية والوقت النوعي للطفل والهدايا واخيرا اعمال الخدمه) فكل طفل لديه الجوانب الخمسه في شخصيته وسلوكه ولكن هناك لغة يتقبلها اكثر من غيرها  , ويسعى للحصول عليها ويعبر عن حبه للآخرين بها .

فعلى سبيل المثال كل طفل ينتظر القبلات والاحتضان من والديه وكذلك يحتاج لكلمات التشجيع والمديح ولكن لو كانت لغة الحب عند هذا الطفل الوقت النوعي لكن اجمل وأكثر وقت يستمتع به ويشعر بالحب هو الوقت الذي يقضيه مع والديه وهذا ما نقصد به لغة الحب الأساسيه عند الشخص.

مع تواجد لغات الحب الخمسة عند كل طفل ولكن يبقى عناك لغة واحده الأكثر قرباً وتقبلاً وطلباً من الطفل وكلما تحدثنا وتعاملنا مع الطفل بلغته القريبه منه يكون اكثر استقراراً واتزاناً وسعاده وبذلك يكون قد امتلئ خزان العاطفي لديه بالحب.

اين يكمن الخلل في تربية الطفل اليوم؟

يظهر الخلل من في تربية الطفل اليوم بسبب عدة امور منها …

١/ عدم فهم حاجات الطفل الاساسية وخصائص المرحله العمريه للطفل والجهل بهذين بالجانبين من قبل المربي والوالدين والمعلمين يؤدي إلي التصادم بين القائمين على التربيه وبين الطفل .

٢/ لابد ان يكون المربي على علم بأساليب التربيه الصحيحه ولديه الرخصه الوالديه فكل مجال يطرقها الفرد لابد له ان يأخذ رخصه به فما بال اهم مؤسسه تربويه وهي الأسرة لا تحصل على رخصه الوالديه في تربيه ابنائهم.

٣/ معرفة القيم التربويه التي لابد أن يزرعها الوالدين في ابنائهم وتأثير الثقافات والحضارات وتقاليد المجتمعات الأخري على قيم مجتمعنا الاسلامي العربي فلابد من المربي ان يعرف ما هي القيم التي لابد ان يزرعها في ابنائه وفي اي عمر يمكن ان يعلمها لابنه وكيف يواجه الثقافات الغربيه الأخري خاصه اننا في مجتمع مفتوح على مختلف الثقافات من خلال الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الامور التي تسمح لثقافات الشعوب الأخري بالدخول الي بيوتنا وأسرنا

كيف يقوّم سلوك الطفل ؟

تقويم سلوك الطفل مجال واسع وكبير ويشمل على عدة جوانب ففي البدايه لابد لنا ان نحدد سلوك المطلوب تقويمه،  ماهو السلوك الذي المراد تقويمه ( كذب ، سرقه، عدوان ، رفع تقدير الذاتي للطفل وغيرها من السلوكيات .. ) ,وبعدها لابد أن نعرف تاريخ حياة الطفل ماهي التجارب التي مر بها هل هي عنيفه او هناك فقد لأحد الوالدين, او عاش حياة بها حرمان ماهو ترتيبه بين اخوته وكيف يتم التعامل معه من قبل والديه والمحيطين به لابد لنا من معرفة كل ما سبق , لنقوم سلوكه بشكل صحيح وإذا لزم الأمر لابد من المتابعه مع اخصائي تربوي او نفسي ليتابع حالة الطفل.

ما دور الوالدين في بناء الثقة والتشجيع الايجابي لدى الطفل ؟

هنا نذكر أن تعديل وتقويم تعديل سلوك الطفل من قبل والديه لابد له ان تبنى على علاقة هو ثقه ايجابيه وان يكون هناك تقدير لسلوك الطفل الايجابي وتشجيعه عند السلوك الحسن وتقدير ذات الطفل نفسه وهذا يبني بينه وبين والديه علاقه قويه تساعدهما علي تقويم سلوكه.

اطفالنا هل هم عنيفون ام عنيدون؟

قبل ان نجاوب على هذا السؤال لابد ان نسأل انفسنا هل نحن عنيدون ام عنيفون فالطفل هو نتاج تربية والديه وسلوكه انعكاس لسلوك الابوين فإن كان الطفل عنيد او عنيف فهو لابد ان يقع عليه العنف او القهر مما نتج عنه ان ينتهج هذا السلوك .

اذن  هل العناد سلوك ام مرحلة ؟ وما الآثار السلبية للعناد؟

  • لابد لنا ان نعرف ما هو العنف او العناد فكثير من المربين يرون ان العناد مرحلة يمر بها الطفل وليس سلوك وهي تبدأ من سن السنتين ويسميها البعض مرحله الاستقلالية , فالطفل في هذه المرحله يحاول ان يعتمد على نفسه ويستقل بذاته ولكن عندما يواجه عناد الامر في محاولتها للوقوف امام استقلاليته يبدأ هنا ما يسميه الوالدين بالعناد مع العلم ان العناد من الصفات الايجابيه لانها دلاله على قوة الشخصيه واستقلاليتها وجدية وإصراره في العمل واعتماده على نفسه .. ولابد للام والأب ان يعرفا كلما قابلا العناد بالعناد فإن ذلك يزيد من عناد الابن او قد يدفعه الي السلوك السلبي كالتأتأه والتبول لا ارادي والانطواء وقرض الاظافر وغيرها من المشكلات التي قد يلجأ اليها الطفل عند شعوره بالقهر.

وماذا عن عدوانية الطفل وأسبابها ؟

إما بالنسبه للعنف اذا كان الطفل عنيف وعدواني فإن هناك عنف يقع علي الطفل أو قد يكون الوالدين يسيطران ان يقمعان حقوق طفلها ، او قد يكون هناك مقارنه بينه وبين طفل اخر في المنزل او المحيط اصدقائه وذلك يبدأ يشعر الطفل بالغيره والإحباط والاهانه وهذا مايجعله يسلك سلوك عدواني لذلك كانت التربيه بالحب لها تأثير ايجابي في سلوك الطفل وشخصيته  , وهنا لا نغفل دور وسائل الاعلام والألعاب والرسوم المتحركه والتي اغلبها يصور للطفل العنف والقوه الجسميه فلابد للوالدين اختيار الافلام الكرتونيه والألعاب الالكترونية وغيرها من الالعاب بشكل تربوي ويناسب المرحله العمريه لها.

ماهو دور المدرسه في تقويم سلوك الطفل؟

عندما نتحدث عن المدرسه فإننا نتحدث عن ثاني مؤسسه يظل فيها الطفل فترة طويله بعد المنزل ,وفي اعتقادي ان دور المدرسه ينقسم إلي ٣ اجزاء الاول : المنهج المدرسي والانشطه المدرسيه والثاني دور المعلم والثالث الاصدقاء في المدرسه , المنهج المدرسي والانشطه المدرسيه … فلا ينكر احد دورها  فلا بد ان تشمل المناهج الدراسيه علي مواضيع القيم والسلوكيات الحسنه والأخلاق وتبتعد كل البعد عن مواضيع التطرف والفتن والطائفيه والسلوك العدواني فعلى القائمين على المناهج ان اعدادها بشكل جيد يناسب حاجات المراحل العمريه وتحاكي ثقافه المجتمع وعاداته الاسلاميه والعربيه , إما بالنسبه للأنشطه المدرسيه فهي لها دور بارز في تعزيز القيم والأخلاق من خلال تنمية المواهب والميول لدى الطلبه وهي تنمي لديهم روح العمل الجماعي والتعاوني وهذا النوع من الانشطه يعزز الكثير من القيم , ناهيك عن دور المعلم ودوره عظيم في تقويم وتعديل سلوك الطالب فإذا احب الطالب المعلم فهو يعتبره القدوره والأخ والصديق وهو بذلك يسعى لتطبيق توجيهاته بأفضل صوره.

كيف يرفع المعلم كفاءة الطالب؟

لذلك على كل معلم معرفة خصائص المرحله العمريه التي يدرسها وكذلك معرفة الاساليب التربويه الصحيحه في التدريس وفي التعامل مع الطالب فلابد ان يسعى لمعرفه كيفيه رفع كفاءة الطالب وتقديره الذاتي لنفسه وكيفية تشجيعه وان يقدم له الثواب والمديح قدر المستطاع وأفضل وسيله يصل بها المعلم الي قلب تلاميذه هو ببناء علاقه ثقه متبادله بينه وبين الطالب وبالتالي يسهل عليه غرس القيم والأخلاق والمفاهيم والسلوكيات الجيده.

بعض الامهات يوعزن ان التراجع الدراسي أثره الأصدقاء هل هذا صحيح ؟

بالنسبة للأصدقاء فكلنا نعرف تأثير الصديق على صاحبه فيقول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ( المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخال)) وعن الإمام علي عليه السلام (( قارن اهل الخير تكن منهم ، وباين أهل الشر تبن عنهم)) ,فالوالدين لابد لهم من معرفة اصدقاء ابنائهم ويتعرفوا عليهم فالأب يتقرب من اصحاب ابنائه والآم تتقرب وتتعرف علي صديقات بناتها فالصاحب له دور كبير علي التأثير على سلوك الابناء.

هل على التربويين استخدام لغات الحب مع الاطفال ؟

ان استخدام الحب ولغاتها لها تأثير كبير علي نفسيات الطلبه وخاصه عندما نتعامل مع اطفال مرحله رياض الاطفال والمرحله الابتدائية فلو كان المعلم او المعلمه سلبيه وجادة جدا في تعاملها مع الطلبه لا تبتسم ولا تلاعبهم ولا تتقرب معهم جسديا من خلال الاحتضان او مسك يدهم والمسح على رأسهم والربت علي كتفهم لنفر منها الطلبه وبذلك لن يتقبل منها الطالب المفاهيم والقيم وكما يقول الله تعالى في سوره(( لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)) فاللين في التعامل والكلام له الاثر الكبير علي التعامل مع الآخرين لو مان المعلم والمعلمه تعرف لغة الكب لكل طالب لسهل عليها التعامل معه وبذلك يسهل علي المعلم عمليه تعديل السلوك واكسابهم القيم والأخلاق الحميدة .

اذا لم يستجب الطفل سلوكيا للغات الحب فماذا نفعل؟

من منا لايستجب للحب كل انسان يقبل الحب ويطلبه فهذه فطرة الانسان فلا نقول لايستجب للغة الحب ولكن ممكن البحث عن لغة اخرى مختلفه للتعبير عن الحب فلابد كما ذكرنا سابقا معرفة اللغة الاساسيه للطفل وهناك عدة طرق لمعرفتها كإعطائه خيارات او ملاحظة كيف يعبر الطفل عن حبه او مما يشكو كثيراً هل يطلب البقاء مع والديه والجلوس معهم ام ان يسمع منهم الكلمات الطيبه والمديح او يطلب الاحتضان والقبلات ومنها يتوصل الوالدين الي معرفة لغة الحب الاساسيه لابنهم .

ما أثر الحب على الفرد؟

الحب كلمة راقيه الحب لها تأثير عجيب على صحة الفرد ويساعد على رفع مستوى النشاط والحيويه والصحة العامه للفرد ,والأسر الناجحه والسعيده قائمة علي اساس الحب وبعدها يأتي الاحترام والتعاون وغيرها من القيم . والحب هو شعاع النو الذي يضئ للانسان نجاحاته وحياته مدى حياته فيقول الرسول الكريم (( لا تدخلوا الجنه حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا))  , ومن اراد ان يبني بيتاً سعيداً قائماً علي قواعد متينه لابد ان يبعث الحب في قلب كل فرد داخل الاسره ليبادره الآخرون نفس الشعور وأكدت الدراسات عديده على اهمية الحب وإثرها الايجابي على صحة الابناء وسلوكياتهم.

كلمة اخيرة

اشكركم علي مقابلتكم الشيقه والموضوع الممتع , واتمنى لكم دوام التوفيق والنجاح.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى