أهم الأخبارلقاءات

أجمل من لقاء و أصدق من حديث (2)… للكاتبة خولة سليقة

 

التقيت الشاعر و العازف محمد العدهان الأسلمي و دار بيننا حديث عذب، استهله بمقطوعة شعرية:

” وش أصدق و أغرب و أنا أشوف منشار

ياكل بجذعي و إيترفق ودادي

جبّار يا جرحي كثر صحت جبّار

توجع لحدّ إن الوجع صار عادي”.

1- أيختلف جرح الشاعر عن جرح غيره؟  لماذا؟

– الشاعر كالناي، جروحُه تلك الثقوب التي تعبر منها مقامات شجونه من مخزونه للحياة، للحبّ، للشعر

بنفحات آهاته، فتتماهى بها الأرواح المتلقيّة لتنوّت آهاتها بها و لها، فلولا جرح الشاعر لما قرأنا الشعر و

لا سمعنا مغناه.

2- أرحّب بحضورك البهيّ و أشكر قبولك دعوتي.

استهليت اللقاء بالجرح لأنه ما يؤسس للإبداع – كما قيل- فكيف تجد علاقة الشعر بالحزن؟

علاقة سبب و نتيجة، أم عاشق و معشوق؟

-الحزن هو الابن الأكبر لخلجاته و رسامها الجميل. هي علاقة ذات تاريخ طويل؛ فالحزن هو من يهبنا

الحياة لنتأمل من خلاله حياتنا، لنبصر الطريق.

3- من هو محمد العدهان الأسلمي في سطور؟

هو رجل بسيط، واضح، يحيا كما يجب لا كما يراد منه. نشأ في مجالس كبار السن يقف على رؤوسهم

الملأى بحكم الحياة، يقدم لهم فناجين القهوة ليرتشف منها نضج آدابهم، و لا يعيش إلا بالحب و من خلاله.

4- يأنف البعض من قراءة القصة و الرواية باللهجات المحلية، لكنهم يحبون الشعر الشعبيّ. ما تفسير ذلك؟

-لأن الشعر العامي تكمن روعته و خصوصيته بعاميته، و بلهجته المحببة بموسيقا روحه الشعبية البسيطة،

المشتركة بين حروفه و جمهورها، بينما الحديث عن القصة و الرواية فهو الحديث عن اللغة، و لا تصح

هذه الآداب إلا باللغة دون غيرها.

5- في الفصحى ولدت القصيدة العمودية ثم شعر التفعيلة و بعدها قصيدة النثر، هل ثمة مساحات مماثلة يمنحها الشعر الشعبي للشاعر؟

-هناك مساحات واسعة و متشابهة بلا شك.

و إن كنت أعتقد أن النثر فنّ عظيمٌ، لكن لا علاقة له بالشعر مطلقاً.

6- ينتقل الشعر الفصيح من لغة إلى أخرى، و من شعب إلى آخر عبر الترجمة، فهل يقبل الشعر الشعبيّ

هذا الانتقال؟

– بكل تأكيد يقبله، فالشعر هو الشعر. فحين تُرجم الشعر الفصيح لم تُترجم فصاحته و نحوياته و لا أوزانه،

بل تُرجمت مُحاكات عواطفه و روح معناه. الشعر أيا كان هو لوحة تُحادث ألوانُها و فلسفة أبعادها كلّ

اللغات، تماماً كالدمعة و الابتسامة.

7- ما أول نص كتبته؟ و متى؟

لو كل قلب إنسان ”

إنسان قلبه حَيْ

بَدّل ظلامه ضَيْ

بإيده تصير النار

برد و سلام و مَيْ”

كان عمري وقتها ١٩ عاماً، كنت قد كتبته عنوان لوحة رسمتها و تأثرت بها كثيراً. كنت رساما قبل الشعر إلى عهد ليس ببعيد.

8- ألديك أعمال مطبوعة؟ و ما مشاريعك المستقبلية في الشعر؟

-بصدد طباعة ديواني الأول، الذي أظنه سيحمل في داخله بعض النصوص الجديدة و المغايرة.

9- مئات القصائد تموت، لتحيا فقط بضع قصائدَ في الذاكرة. كيف يحدث الأمر؟ 

-الذاكرة تحتفظ بما تريده و ما تحتاجه، و التاريخ خير منصف للفن و الأدب ليمرره إلى الأجيال فيما بعد .

10- يرى البعض أن الحُبُّ و الغزل من أوسع أبواب القصيدة السُّعوديَّة، أتوافقهم الرأي، أم أن هناك

موضوعاً آخر يتصدّر المشهد الشعريّ الشعبيّ من وجهة نظرك؟

-الناس تهوى العاطفة، و هي قريبة من قلوب الناس، لذلك تذهب القصائد إلى هذا الاتجاه إرضاءً للذائقة

العامة.

11 – يستهويني حضور المطر في الشعر، هل كتبت في هذا؟

لو ما يبلّك مطر ما كان صرت النهر

ما كان طعمك مثل  ( الله ما أعْذَبَه! )

نعيش فيه العمر نغسل صديد القهر

وأرواحنا قبل حتى اجسادنا تشربه

12- طاب لنا لقاؤك و حديثك، و آمل أن يكون الختام بنصّ لك تختاره أنت.

طيب الله أعمالك أستاذتنا الفاضلة. نعم بمناسبة قرب أعياد الكويت الوطنية، هذي أغنيه كتبتها و لحّنتها

تحمل الفصيح والشعبي معاً، أتمنى أن يسعفنا الوقت لتنفيذها و أن يحالفنا الحظ بحنجرة من سوف يغنيها.

-‏ ‏بَدَأت كوتاً تجلّى و ارتدى

‏من صعابِ البحر عزاً سرمدا

دُلِّعَت بالياء حُباً فعدى

ياؤها فيها فكانت فرقدا

…..

إي و الله و الله

أنتي الزين كلّه يا قَبْلَه و هَلَّه

يا أم الخير و العيدين

إيه ديرتي مِحْمَل العود الأصيل العتيق

إيه ديرتي أول و تالي عروس الخليج

ديرتي يا قَبْلَة الله … نحمد الله ديرتي يا نعمة الله.

طبعا كونها أغنية فكلماتها بسيطة، بعيدة عن العمق الفلسفي، لتتوافق مع الذائقة العامة.

و لكم فائق الاحترام و التقدير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى