أهم الأخبارقضايا و آراء

أفضلية الإنسان عند الله …بقلم رشا طنطاوى

دائما ما نعلق علي أخطائنا وتجاوزتنا بالمقولة الدارجة وهي نحن لسنا ملائكة ولكن في حقيقة الأمر نحن افضل عند الله من الملائكة فالملائكة كائنات نورانية خلقت من نور وتطيع الله في أوامره دون ادني تفكير والإنسان خلق من صلصال أو طين باللغة العامية ثم قام الله سبحانه وتعالي بالنفخ في هذا الصلصال ووهبه الحياة تلك النفحة الربانية وهبتنا التفكير والذكاء والتدبر والتطوير والقدرة علي اتخاذ القرارات ثم قام الله سبحانه وتعالي بتعليم سيدنا آدم الاسماء مسميات الاشياء ولقد تعلمها وتدبرها سريعا وقام بحفظهم علي اكمل وجه ومن ذا الذي لا يتدبر ويحفظ من تعليم الله المباشر ثم قام الله سبحانه وتعالي بعرض نفس المسميات علي الملائكة وقام بنفس الاختبار عليهم فلم يستطيعوا الإجابة وقالوا لا علم لنا الا ما علمتنا يعني باختصار هم ليس لديهم ذاكرة لتذكر الاشياء فهم يتلقون الأوامر ويطبقونها كما أمرهم  الله سبحانه وتعالي وبدون اعتراض وحتي بدون ادني  تفكير الا ابليس الذي اعترض علي أوامر الله في السجود لسيدنا آدم وابي واستكبر عن اطاعة أوامر الله وكان حينئذ من الملائكة ولكن اعتراضه وخروجه عن ما هو مألوف من الملائكة من طاعة وتهذيب جعله مرجوم من الله مطرود من رحمته الي يوم القيامة وهنا يكمن الفرق ما بين أفضلية الله للإنسان علي الملائكة لان اعمار الأرض كان يتطلب التفكير والتدبر والابتكار وهي الطبيعة التي خلق عليها الإنسان والعقل الذي يفكر ويدبر دون غيره من الملائكة والجن . فكم من مرة لم نطيع أوامر الله كم  من موقف اعترضنا علي ما أصابنا من هم وحزن ومشاكل في الحياة كم  من مصيبة قد  وصلنا بها ابليس لكراهية الحياة والشعور بالنقمة والمشاعر التي قد تصل إلي القنوط من رحمة الله عند تتابع المصائب والابتلاءات ولكن مع كل ذنوبنا وآثمنا لم يقوم الله بطردنا من رحمته ولكن دائما ما يفتح لنا باب التوبة مهما عظمت الذنوب والآثام فلا يظن أحد منكم أن الله يفضل أو يحب اي كائن في الأرض أكثر من الإنسان فنحن أقرب إليه من اي مخلوقات أو كائنات علي وجه الارض ومهما كانت تلك الكائنات سلمية وبلا أخطاء فالافضلية للإنسان دون غيره واعتقد ويجوز أن يقبل اعتقادي الصواب والخطأ أن تلك الأفضلية ترجع لنفحته الاولي فنحن خلقنا من روح الله وأشار الله لقربه وإحساسه بنا في قوله تعالي (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)فتلك الآية الجميلة توضح لنا مدي قرب وإحساس الله بنا فمن منا حتي ولو كان أبوه أو امه يظل ملاصق لحبل الوريد في جسدنا مدي الحياة دون تحرك وذلك الوريد هو  الذي يضخ الدم الي شتي أنحاء الجسم لاستمرار الحياة ولقد أشار الله سبحانه وتعالي لذلك الوريد كناية عن حفظ حياة البشر مع الاحساس بما يشعرون به .
وفي النهاية أحب أن أشير الي  إنه مهما بلغت معاصينا ذروتها ومهما امتلئت حياتنا بالازمات والآثام فالرجوع الي الله ليس بالأمر العسير ولا المستبعد فلنا رب وضعنا في اعلي المنازل ويعلم مايمر بنا من اختبارات قد تكون عسيرة علي انسان وعلي إنسان آخر يسيرة باختلاف درجة الايمان والروحانيات والقرب والحب الي الله.                  والي مقال آخر باذن الله
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى