أهم الأخبارمحليات

«البخنق».. أحد أشهر الأزياء الشعبية للفتيات الكويتيات قديما

تنوعت أزياء المرأة الكويتية في الماضي واستمدت تصاميمها من عادات وتقاليد مجتمعها وطبيعة حياتها الاجتماعية ونشأت وترعرت على مبادئ الحشمة منذ الصغر ومنها (البخنق) أحد أشهر الأزياء الشعبية للفتيات قديما.
وعن هذا الموضوع قالت مؤسسة فريق (الطيبين) للتراث إيمان الشراح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس إن البخنق من الملابس الأساسية للفتيات إذ كن يرتدينه قبل خروجهن من المنزل ليغطي منطقة الرأس.
وأضافت الشراح أن جميع مستلزمات النساء والفتيات كانت تباع في سوق الحريم من ملابس وعطور ورشوش وأقمشة وأثواب و”بخانق”.
وأوضحت أن “للبخانق عدة أنواع منها العادي مثل الشال والجز وهو نوع ما من الأقمشة غالية الثمن لأنه من الصوف وبخنق الزري وهو النوع المخصص للمناسبات السعيدة والأعياد وبخنق من قماش الويل ونص الويل وهو من التور ومن النوع الثقيل”.
وبالنسبة لتفصيل البخنق أفادت بأن هناك قصات أي موديلات مختلفة للبخنق منها نوع يكون من الأمام طويلا قليلا ونوع فيه القماش أقصر من سابقه من الأمام وفي الحالتين دائما قماش الظهر من الخلف يكون أطول وبالنسبة إلى “القلبه” أي الياقة هناك نوع مزركش من الأمام وهناك نوع يطعم بالترتر”.
من جانبها شرحت الباحثة في التراث الشعبي والمؤلفة سلوى المغربي في كتابها (الأزياء الشعبية النسائية قديما في الكويت) من إصدار مركز البحوث والدراسات الكويتية عام 2011 أن البخنق “عرف لفظا لدى العرب منذ القدم ولكنه أطلق على زي آخر غير الذي استخدم في الكويت”.
وتابعت أنه هذا المسمى “أطلق على خرقة تتقنع بها الجواري وفي العهد الفاطمي وجد سوق خاص بها عرف بسوق البخانق وكان معمورا بالحوانيت المعدة لبيع الكوفيات والطواقي وعرف أيضا بسوق البخنق الصغير”.
وعرفت الباحثة المغربي البخنق بأنه “عبارة عن قطعة من القماش تصل إلى حوالي مترين من القماش يخاط أحد أطرافها بحيث تترك فتحة بحجم استدارة الوجه في أعلاها يلبس على الرأس ليغطي الشعر ويترك الى أسفل الظهر من الخلف ومن الأمام لا يظهر منه سوى (القذلة) وهي مقدمة الشعر واستدارة الوجه ليغطي الرقبة ويترك في الأمام وكانت ترتديه الفتيات”.
وفصلت الباحثة في كتابها أنواع البخانق فمنها ما يلبس في الأعياد والمناسبات الاجتماعية السعيدة وحفلات الزفاف إضافة إلى وجود أنواع أخرى بسيطة عملية للاستخدام اليومي خالية من أي نوع من الزينة أو التطريز أو الزخارف وتخاط من أقمشة الشاش والتور والكريب والجرجيس.
وأضافت أن من “البخانق” ما تكون زينتها بسيطة مثل “بخنق مرضوف تلي” الذي يخاط من قماش المرضوف ويزين بالتلي ويلبس في فصل الشتاء للمناسبات الاجتماعية البسيطة وأيضا بخنق “تلي صخيف” اذ تزين أطرافه بالتلي العريض أو الصخيف بمعنى “قليل الاتساع” وبخنق “متيل” أي يزين بوحدات زخرفية من التيل وبخنق “جز هندي” وهو من الأنواع الجيدة التي تستعمل في الشتاء.
وذكرت المغربي أن هناك بخانق غالية الثمن تستخدم للمناسبات السعيدة ومنها “بخنق زري” وتعددت أنواعه حسب الوحدة الزخرفية من الزري التي يطرز بها وغالبا ما تكون مستمدة من البيئة المحلية مثل بخنق زري “نبتة الطماطم” حيث الوحدة الزخرفية تكون على شكل ورقة شجرة الطماطم وبخنق زري “حبة البيذانة” (اللوز) وبخنق زري “نبتة الكرفس” وبخنق زري “ورقة العنب” وبخنق “المشموم” وبخنق “منثور” ينتشر الزري على أجزائه.
واستطردت أن من أنواع البخانق أيضا بخنق “بومتليك” نسبة الى عملة نقدية مصنوعة من المعدن وهي جزء من الروبية استخدمت قديما في الكويت حتى عام 1961 والمتليك هي الوحدة الزخرفية التي تزين هذا البخنق وهناك بخنق “بوقبقب” الذي يزين على شكل السلطعون “القبقب” وبخنق “بوهامة” حيث يزين الزري هذا البخنق عند منطقة الرأس على شكل الهامة وهي قطعة ذهبية تتحلى بها العروس ليلة زفافها.
وبينت أن هناك نوعا يسمى بخنق “بو ترجية” الذي تأخذ زخرفته شكل الأقراط الذهبية “الترجية” وبخنق “زري بوفرارة” ويطرز هذا البخنق بالزري على شكل مروحة “الفرارة” من لعب الأطفال قديما في الكويت وبخنق “زري شد المده” الذي تأخذ زخرفته شكل المدة وهي بساط من الخوص أي سعف النخيل.
وأضافت المغربي أن من أنواع البخنق القديمة أيضا بخنق “زري شحم ولحم” الذي يطرز بنوعين من الزري النوع الفضي الذي يرمز له بالشحم والنوع الذهبي ويرمز له باللحم وتتكرر هذه الوحدة الزخرفية في بعض قطع الحلي الذهبية أيضا.
وأشارت إلى أن هناك أيضا بخنق “زري معوكر” الذي يزين بخطوط متعرجة من الزري وبخنق “زري قوطي الماي” نسبة إلى الصفائح التي كان يجلب بها الماء الى الكويت قديما.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى