التوحد بين التشخيص والعلاج… بقلم: الكاتبة ريم معروف
التوحد أو ما يعرف بالذاتوية: هو اضطراب النمو العصبي، ويتصف بضعف التفاعل الاجتماعي والتواصل اللفظي وأنماط سلوكية متكررة، حيث يؤثر على عملية معالجة البيانات في المخ، ونجده في الذكور أكثر من الإناث، وقد زادت نسب الإصابة به في الأعوام الأخيرة بشكل ملحوظ .
وعادة ما يلاحظ الآباء مؤشرات التوحد في العامين الأولين من حياة الطفل، وتتطور تلك المؤشرات تطوراً تدريجياً، وعلى الرغم من عدم وجود علاج معروف، فقد تطورت ثقافة التوحد، فأصبح بعض الأفراد يسعون لتلقي العلاج، حيث تشير التقارير إلى حالات تم شفاؤها.
ومن أعراض التوحد التي تظهر بعضاً منها على الطفل والتي تبلغ حوالي الأربعين عرضاً:
- أن الطفل التوحدي هو شديد الحساسية للمحفزات من حوله أو العكس، مثل: الضوء والصوت واللمس والتذوق.
- انخفاض التواصل البصري أو تجنبه أو صعوبة الحفاظ عليه.
- عدم الاستجابة عند مناداة الطفل باسمه، وعدم التفاعل عند التحدث معه، بحيث يبدو وكأنه لا يسمع من يحدثه.
- مقاومة الحضن أو حمله وتفضيل اللعب بمفرده.
- افتقاده للقدرة على التعبير بالوجه أو فهم مشاعر الآخرين.
- تأخر في تطوير مهارات اللغة والكلام، وعدم استطاعته نطق الكلمات أو تكوين جمل، أو التحدث على نحو يبدو كغناء.
- عدم استطاعته بدء المحادثات أو الاستمرار فيها.
- تكرار كلمات وعبارات عدة مرات.
- التحدث بنبرة غير طبيعية أو بطريقة تشبه الإنسان الآلي.
- القيام بنشاطات قد تسبب الإيذاء لنفسه مثل: العض أو ضرب الرأس.
- القيام بحركات متكررة مثل التأرجح، أو الدوران، أو الرفرفة باليدين.
- الانزعاج من تغيير الروتين المعتاد.
- تفضيل أنواع محددة من الطعام أو رفض أطعمة ذات قوام معين.
- تفضيل البقاء بمفرده، بما في ذلك اللعب وحيداً بدلاً من اللعب مع الأطفال الآخرين أو مشاركتهم.
- عدم القدرة على الإجابة عن الأسئلة الموجهة له، أو يقوم بالرد بكلمة فقط.
- عدم إتباع التوجيهات.
- صعوبة إدراك الإشارات غير اللفظية والإيماءات مثل الإشارة أو التلويح، مع عدم الاستجابة لها.
- الشعور بالانفعال المفرط في حال تم مقاطعته.
- وجود اهتمام بتنظيم الألعاب في ترتيب معين.
- الاهتمام الشديد بتفاصيل جزء معين من غرض ما، مثل الاهتمام بعجلات السيارة اللعبة، بدلاً من اللعبة بأكملها.
- القيام بحركات نمطية غريبة، مثل المشي على أصابع القدمين.
- مشاكل في النوم.
- الخوف المفرط أو الخوف أقل مما هو متوقع.
وينصح الأخصائيين بالنظام الغذائي المتبع لطفل التوحد بالابتعاد عن الأغذية المصنعة والتي تحتوي على المواد الحافظة والسكريات، وللاتجاه للأغذية الطبيعية مثل العسل والتمر والزبيب والجوز( عين الجمل).
هذا وينصح الأخصائيين كذلك بالاهتمام بطفل التوحد وإحاطته بالحب والحنان والمتابعة المستمرة له، ومشاركته في اللعب، وتشجيعه على تكوين صداقات، وزيادة التواصل البصري واللفظي معه، فطفل التوحد ليس كما يبدو أمامك، فهو بحاجة إلى الاهتمام واللطف في المعاملة، فقد تظن أنه لا يهتم بالطريقة التي تعامله بها، وهذا خطأ، لذلك وجب الحرص كل الحرص في اختيار طريقتك في التعامل معه، فهناك بعضاً من حالات التوحد خفيفة الشدة تم معالجتها واستدراك الأمر فيها نتيجة لمتابعتها من قبل الأخصائيين مع أولياء الأمور، وجاءت بنتائج مرضية مع مرور الوقت.
لذا تقبل طفلك كما هو وشاركه اهتماماته، واترك له فرصة للرد عليك عند التفاعل معه، لا تبالغ في إصدار التعليمات، ولا تفترض أنه غير لفظي تعني أنه لا يمكن التواصل معه أو أنه لا يسمع حديثك، لذا لا تصر على التواصل بالعين كل الوقت، وكن بجانبه في لحظاته الصعبة، فأنت لا تحتاج إلى لغة إبداعية في حديثك معه بل تحتاج إلى لغة الحب والحنان.
بقلم: أ. ريم معروف
باحثة أدبية ومعلمة لغة عربية قسم الاحتياجات الخاصة
