أهم الأخبارمحليات

الذكرى الأولى لانفجار مسجد الامام الصادق(ع) الذى استهدف الصائمين الساجدين

التاسع من رمضان العام الماضي يوم أرادت اليد الآثمة ان تعبث بوحدة الكويت فرد كيدها إلى نحرها وتجلت وحدة الكويتيين في أبهى صورها… انه اليوم الذي بكت فيه عين «العود» صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد تأثرا وحزنا على ابنائه قائلا: «هذولا عيالي» يوم السادس والعشرين من يونيو 2015 يوم وقفت الكويت صفا واحدا خلف توجيهات أميرها وحكومتها وشعبها الذي تنادى كالبنيان المرصوص دفاعا عن الكويت الوطن الواحد الذي ضربه الإرهاب بتفجير مسجد الإمام الصادق وارتقى على اثره 27 شهيدا إلى بارئهم وأصيب 227 مصليا ليزيد من وحدة الكويتيين وتصميمهم على مواجهة الإرهاب وصون بلدهم من الفتن.

وتوحد الكويتيون خلف قائدهم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي كان من أوائل من عاين موقع التفجير الإرهابي حيث تفقد ابناءه واخوانه المواطنين ليطمئن عليهم راجلا من دون موكب أو حماية فضرب مثلا يحتذى لعلاقة الحاكم بالمحكوم، ومثّل ذلك بلسما شافيا للضحايا والمفجوعين.

وشيعت الكويت بأسرها شهداءها خلف قائدها ولبست ثوب الحداد وخيبت ظن الإرهاب.. ومن وقف وراءه لتعلنها صراحة انها يد واحدة ضد كل من يعبث بأمنها ويمس مواطنيها.

وقد أعرب صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي تفقد ابناءه دون حماية امنية فور وقوع الحادث عن تأثره البالغ واستنكاره وادانته الشديدة لحادث الانفجار.

وأكد سموه، أن هذا العمل الإجرامي على أحد بيوت الله والذي لم يراع منفذوه حرمة هذا الشهر الفضيل وما يمثله من خروج على شريعة الدين الإسلامي الحنيف بسفك دماء الأبرياء الآمنين وقتل النفس التي حرم الله إنما هو محاولة يائسة وسلوك شرير ومشين لشق وحدة الصف واجتماع الكلمة وإثارة الفتنة والنعرات الطائفية البغيضة، مشيرا سموه إلى ان وحدتنا الوطنية التي هي السياج المنيع لحفظ أمن الوطن، وان ما يتحلى به اخوانه وابناؤه المواطنون الكرام من روح وطنية سامية ومشهودة وبما عرف عنهم من محبة وتفان لوطنهم وولاء له والتفاف حول قيادتهم سيصد بعون الله تعالى ويفشل اهداف منفذي هذا العمل الشنيع والجبان ويعزز التكاتف والتلاحم والتمسك بروح الأسرة الكويتية الواحدة بما عرف عنها من محبة وتآلف وتآزر.

جمعة الوحدة

وتأكيدا على الوحدة التي تجلت في أبهى صورها أدى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في 3 يوليو صلاة الجمعة في مسجد الدولة الكبير.

وقد جاء مشهد الصلاة الموحدة للسنة والشيعة ليجسد مشاعر الوحدة الوطنية التي تنعم بها البلاد ووقوف أبناء الوطن صفا واحدا تجاه الفتن التي تستهدف النيل من أمنه وأمانه واستقراره.

سمو ولي العهد والتصدي للارهاب

بدوره أكد سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد في بيان أن الكويت كلها بحكومتها وشعبها الأبي بكل طوائفه ومذاهبه إنما يقفون جميعا خلف صاحب السمو الأمير صفا صلبا واحدا للتصدي لهذا الإرهاب الاسود وأن الإرهابيين المجرمين سيلقون أشد العقاب جزاء وفاقا لما اقترفت أيديهم الآثمة.

مواجهة الفتنة

بدوره قال رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم بعد اجتماع مكتب المجلس: بالأصالة عن نفسي ونيابة عن أعضاء مجلس الأمة أقول لكل أهل الكويت، عظم الله أجركم وأجرنا بشهداء مسجد الإمام الصادق في الصوابر، مشيرا الى ان الحادث الإرهابي لم يستهدف فقط أرواح المصلين أو دماء الشهداء التي سالت في هذا المكان الطاهر أو المصابين بل استهدف الكويت والكويتيين بكافة طوائفهم وشرائحهم ومناطقهم.

وقال نحن الكويتيين أمام خيارين، فإما أن تنجح الفتنة ومخطط الإرهاب في تفريق الكويتيين أو نرى الكويتيين ينتصرون بوحدتهم ومواجهتهم الإرهاب، وأنا ألاحظ أنه منذ الدقائق الأولى للحادث عزم الكويتيين على التلاحم والتعاضد في مواجهة هذا الحادث الإرهابي وإصرارهم على قبر هذه الفتنة.

المبارك والوحدة الوطنية

وأكد سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك مع وقوع الانفجار الإرهابي ان الحادث «لن ينال من وحدتنا الوطنية».

وأوضح سموه خلال تفقده موقع الحادث الذي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى أن «هذا الحادث الآثم يستهدف جبهتنا الداخلية ووحدتنا الوطنية التي هي خط أحمر، لكنه يستعصي عليهم تجاوزه وسنبقى أقوى من ذلك بكثير».

وشدد سمو الشيخ جابر المبارك على الثقة الكاملة في الشعب الكويتي ووعيه وحسه الوطني لتفويت الفرصة على كل من يحاول شق صفوفه أو إشعال الفتنة فضلا عن كامل الثقة في رجال الأمن ودورهم في التصدي لمثل هذه الاحداث.

إنجاز «الداخلية»

أما وزارة الداخلية وعلى رأسها الوزير الشيخ محمد الخالد فقد أثبتت انها قوة صارمة بوجه من تسول له نفسه العبث بأمن الكويت مع انجازها المثمر بضبط المجرمين خلال مدة قياسية حيث أكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد الخالد قائلا في ذلك اليوم العصيب: «اننا سنقطع أي يد تمتد لنا بشر أو تعبث بأمن الوطن وأن الكويت رغم ما حدث ستظل دائما واحة أمن وأمان لكل من يقيم على أرضها الطيبة في ظل قيادتها العليا الحكيمة وذلك بفضل الله ورعايته».
وقال الخالد في تصريح للصحافيين خلال زيارته للمستشفى الاميري للاطمئنان على صحة المصابين في الانفجار ان زيارة صاحب السمو الأمير في وقت مبكر لموقع الحادث «ما هي إلا دليل واضح على لحمتنا الوطنية» و«اننا بلحمتنا الوطنية وبتكاتفنا سنفوت الفرص لمن يريد العبث بأمننا» مضيفا ان رجال الأمن يعملون على مدار الساعة للحفاظ على أمن الوطن وسلامة مواطنيه.

وأشاد بالجهود المبذولة التي تقوم بها وزارة الصحة في خدمة ومعالجة المرضى والمصابين، داعيا الجميع الى عدم الانسياق وراء الشائعات.

الآلاف يتبرعون بالدم

وكانت مستشفيات الكويت قد شهدت ازدحاما غير مسبوق في أعداد المتبرعين بالدم بعد تفجير مسجد الصادق، وقالت مديرة إدارة خدمات نقل الدم في بنك الدم الدكتورة ريم الرضوان، ان البنك غطى حاجة المستشفيات والمصابين في الحادث باستخدامه المخزون الاستراتيجي (مخزون الطوارئ) وذكرت الرضوان ان مخزون بنك الدم «ممتاز ولا يحتاج إلى متبرعين أكثر».

وأوضحت ان بنك الدم أجل تبرع عدد من المتبرعين بسبب الاعداد الكبيرة الموجودة للتبرع.

وقال مراقب الخدمات الطبية في (بنك الدم)، الدكتورة رنا العبد الرزاق، ان عدد المتبرعين بالدم منذ أمس الجمعة، عقب انفجار مسجد الإمام الصادق، بلغ نحو 1250 متبرعا.

قصص من المأساة

منذ نحو ثلاث سنوات يتبادل الخليجيون بإعجاب مقاطع مسجلة عبر «اليوتيوب» عن شخصية رجل كويتي اسمه «أبو حسين» ظل مواظبا على زيارة قبر زوجته بعد وفاتها لمدة ست سنوات.

لكن أبو حسين اضطر اخيرا للاقلاع عن عادته اليومية في زيارة قبر زوجته فقط سقط «شهيدا» في تفجير مسجد الإمام الصادق في الكويت، وعرجت روحه إلى جوار زوجته التي أحبها وظل وفيا لها طيلة فراقهما.

كان أبو حسين الذي قارب الستين عاما، واسمه علي كمال، يروي لمراسل محطة تلفزيونية كويتية محلية بتأثر واضح كيف ظل مواظبا طيلة الاعوام الستة التي أعقبت وفاة زوجته على زيارة قبرها كل يوم ورش الماء المعطر فوق القبر، وقراءة القرآن الكريم لروحها.

ذكر المواطن أنه ما زال يتذكر زوجته ولم ينسها وأنه مازال يحبها ويحلم بها وكأنها تعيش معه، حيث إنه ما زال يفكر فيها.

وفي لقطة مؤثرة، يختتم اللقاء باكيا متمنيا ان يرى زوجته من جديد ويلتقي بها.

الشيخ السعودي جعفر الصفار من بين «الشهداء»

من بين «27 شهيدا» سقطوا في تفجير مسجد الإمام الصادق فقدت محافظة القطيف السعودية شخصية علمية هي الشيخ جعفر عبدالحميد رضي الصفار، أحد رجال الدين والخطباء المعروفين، حيث قضى منتصف ليل الجمعة متأثرا بجروحه جراء التفجير الانتحاري الذي وقع في المسجد.

والفقيد وهو في نهاية العقد السادس من عمره، ابن عم رجل الدين المعروف الشيخ حسن موسى الصفار، وكان من بين المصلين في المسجد حين وقع التفجير.

أسماء الشهداء

٭ د.جاسم محمد الخواجة

٭ طاهر سلمان بوحمد

٭ عبدالعزيز علي الحرز

٭ يوسف عبدالعزيز العطار

٭ مكي تركي القلاف المتروك

٭ محمد سليمان البحراني

٭ علي ربيع الناصر

٭ عبدالحميد عودة الرفاعي ـ بدون

٭ قيس حبيب المطوع

٭ بن عباس بن علي ـ هندي

٭ محمد سعيد المطرودي ـ إيراني

٭ سبتي جاسم حسن السعد

٭ غلام حسن محمد نقي ـ باكستاني

٭ محمد رضا علي ـ إيراني

٭ عبدالحميد سيد محمد ـ إيراني

٭ رضوان حسين ـ هندي

٭ محمد حسن علي الحاضر

٭ طالب محمد صالح

٭ عبدالله حسن الصايغ

٭ جعفر محمد رضا الصفار ـ سعودي

٭ حسن إبراهيم إسماعيل

٭ صادق جعفر طاهر حسين

٭ علي محمد علي الخواجة

٭ علي جعفر الفيلي

٭ محمد أحمد الجعفر

أصغر الشهداء محمد الجعفر

قال أحمد الجعفر والد أصغر شهداء مسجد الصادق عليه السلام محمد الجعفر: أحمد الله ربي وأشكره على نعمة الشهادة التي حبا بها ابني الصغير في أيام شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والمغفرة وانتقل الى جوار الكريم رب العالمين صائما ساجدا، مؤكدا ان هذا العمل الإرهابي لن يثني المؤمنين عن إقامة الصلاة في المساجد وإقامة الشعائر الدينية في الحسينيات كما اعتادوا ولن يزيدهم إلا صلابة في مواجهة الارهاب الخسيس.

من جهته، قال عم الشهيد الحاج جاسم الجعفر انه في صباح يوم الجمعة أيقظ اخي ابنه الصغير محمد ليغتسل غسل الجمعة ويذهب معه إلى المسجد لأداء فرض الجمعة إلا أنه عاد من غيره، ونحمد الله أولا وآخرا على هذا المصاب الجلل الذي آلم بالكويت بأسرها.

مسجد الصادق عليه السلام سنة أولى .. بقلم: د.عبدالهادي عبدالحميد الصالح

 

ما كفكف دموع أطفال ضحايا تفجير مسجد الصادق عليه السلام، وأسكن حسرات أهاليهم وأحبائهم هو أن القيادة السياسية والمكونات الشعبية كلها ذابت معهم في ملحمة وطنية واحدة، لتعيد إلى القلوب مرة أخرى فخر أمجاد وحدة الكويتيين في مواجهة الغزو البعثي العراقي ١٩٩٠.

لكننا لم نمكن هذا الوهج العاطفي ليتعمق الى اعمال الفكر والمباني العقائدية، ما شكل حصنا هشا سرعان ما اخترقه الانتهازيون لحدث أمني هنا، أو تغاريد موتورة هناك، تنصب العداوة والبغضاء، ما يؤجج الحس الطائفي، وهو المستهدف الإقليمي حاليا.

والأنكى ان يتحول الى رقم ذهبي في صناديقنا الانتخابية، يتبارى من خلاله المتنافسون المتطرفون أيهم أشد كذبا ونفاقا وفتنة.

سنة أولى مرت على تفجير مسجد الصادق عليه السلام، وسنوات الغزو الآثم، تمر علينا بمشاعر اللوعة والحزن على أمتنا التي تتوسع فيها اليوم عوامل الانحطاط الحضاري، بوسائل الفتك والتنكيل بأيد رسمية وداعشية وهي مأساتنا التي نعيشها كل يوم وكل ساعة.

أما الشهداء فهم الخالدون، متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى