أهم الأخباركتاب

الشيخة حصة الحمود السالم الصباح تكتب.. الخطاب التاريخى وعدالة السماء

 

تتعاقب الأجيال وتبقى الكويت الوطن العزيز أبيّة شامخة بشعبها المتأصل فى قلبه حب الوطن ،وتحت حكم رجال عاهدوا الله أولًا على رفعة شأن الوطن وسلامة أراضيه ثم عاهدوا أبناء الوطن على بذل كل الجهود للحفاظ على المكتسبات والاستحقاقات التى تليق بوطن عزيز ومواطن كريم.
لقد استمعت وكُلِّى آذانٌ صاغية ووعى يقظ إلى خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد حفظه الله ورعاه وذلك بعد أداء اليمين الدستورية أميرًا للبلاد ، وقد تحدث سموه بلسان حال كل مواطن كويتى يعشق تراب الوطن ويشعر بالقلق إلى مآلات الأمور فى السنوات الأخيرة ، حيث انتقد حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح حفظه الله السلطتين التشريعية والتنفيذية واتهمهما بأنهما تعاونا على الإضرار بمصالح البلاد والعباد فى ملفات عديدة وصفها سموه ب ” العبث المبرمج”، وذلك مثل ما حدث من تعيينات ونقل فى بعض المناصب وملف الجنسية وما يمثله من تغيير للهوية الكويتية وملف العفو وتداعياته ،وملف رد الاعتبار والتسابق لإقراره ، وقد عبر سموه عن حزنه العميق لسكوت أعضاء السلطتين عن هذه التجاوزات مما أصبغ عليها صفة الشرعية ،وهذا السكوت ليس إلا صفقة لتبادل المصالح والمنافع بين السلطتين على حساب الوطن والمواطنين ، وقد أكد سموه أن هذه التجاوزات جعلته يصدر قرارًا سياديًا بوقف كافة التعيينات والنقل والانتداب لأجل مسمى ، وأنه سوف يتم التعامل مع باقى الملفات.

والحقيقة أننى أعتبر هذا الخطاب التاريخى والذى كان دقيقًا فى ألفاظه وعباراته ومتسقًا مع ضوابط الشرع والدستور والقانون هو إنتصار للعدالة والنزاهة والشفافية والإصلاح الذى طالما كنا نطالب به ولم نيأس من الحديث والكتابة عنه ، هو فى الحقيقة نصر مبين لكل دعاة الإصلاح ومناهضى الفساد، والمدهش أنه يأتى موافقًا للذكرى السنوية الثالثة لوفاة المغفور له سمو الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح وكأن عدالة السماء أرادت أن تنصف سموه وترسخ فى الأذهان مواقفه التى ستبقى خالدة فى قلوب الشعب الكويتى.

لقد كتبنا مرارًا وتكرارًا عن أرض الكويت الولًادة ومعينها الذى لا ينضب من خيرة القادة الذين وهبوا حياتهم ليس لخدمة وطنهم فقط ولكن لخدمة الإنسانية جمعاء، ولقد استمعت إلى د. محمد العوضى على تليفزيون الكويت وهو يحكى عن تلقيه خبر وفاة حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح رحمه الله وطيب الله ثراه وجعل الجنة مئواه وكيف أنه كان يستعد لإلقاء محاضرة فى تركيا عن مأساة أهالينا فى غزة حيث خيمت أجواء الحزن على قاعة المحاضرة المكتظة بمختلف الجنسيات وهم يذكرون بكل الخير سمو الأمير الراحل الشيخ نواف ومواقف الكويت الإنسانية المشرفة ، ومن عجائب الأقدار أن يوم وفاة سمو الأمير الشيخ نواف رحمه الله هو يوم وصول أول باخرة فى العالم إلى ميناء العريش قادمة من الكويت قبلة العطاء والإنسانية وهى محملة بأطنان من المواد الإغاثية لأهالى غزة و هو الواجب الإنسانى والنهج القويم الذى اعتاد عليه حكامنا الأجلاء لنصرة المستضعفين وإخوة الدين والإنسانية.
وفى الختام نسأل الله العلى العظيم أن يتغمد حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح بواسع رحمته ومغفرته ، ونسأله جلّ وعلا أن يوفق حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد وأن يسدد خطاه وأن يكون خير خلف لخير سلف ، وأن يعينه على تحمل هذه الأمانة الثقيلة لتحقيق الأمن والرخاء للبلاد والعباد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى