أهم الأخبارالأسبوعية

“القيم الانسانية” بقلم الشيخة حصة الحمود السالم الحمود الصباح

كثيرا ما نسمع ونقرأ عن القيم الإنسانية العظمى فى كل الشرائع والأديان والمباحث الفلسفية وأهمية هذه القيم والمبادئ والتى قطعا هى قواعد راسخة توفر الحد الأدنى الكافى لحياة تحت غطاء الأمن والسلام وذلك منذ فجر التاريخ البشرى وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، ولكن وعلى الرغم من بديهية ومنطقية وعقلانية هذه المبادئ والقيم الإنسانية المشتركة التى يحتاجها البشر جميعا للحفاظ على حق الحياة والحرية والأمن لكل فرد إلا أن هذه المبادئ والقيم لم يتم تفعيلها واقعيا فى حياة الناس فيما بينهم وذلك لتغول مفهوم التسلط والتعصب في النفس البشرية حتى أصبح المصلحون فئة قليلة أو ربما نادرة فى كل زمان ومكان .

إن التسامح بين البشر وإن كان عزيزا وصعب التحقق فى واقعنا الا انه يظل قيمة ومبدأ إنسانى عظيم يجب أن نكافح من أجل تحققه وذلك حقنا لدماء أبرياء كانوا ولا يزالون يدفعون ثمن التعصب الطائفى والمذهبى و الدينى لا لشئ إلا لأنهم أتوا إلى هذه الحياة بلا إرادة منهم وفى مجتمعات يحكمها غول التعصب والرغبة فى القضاء على المخالف فى التوجه لرأى الأغلبية .
إن التسامح بين البشر على إختلافهم هو ليس بدعا من القول أو مذهب فكرى لنا الحق أن نقبله أو نرفضه ولكن هو فرض عين على الجميع فردا فردا لأن إختلاف البشر فيما بينهم إرادة إلهية وسنة قدرية لحكمة عظيمة لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى ولذلك خلقهم أى من أجل ذلك الإختلاف بين الناس خلقهم الله ، فمن يصد عن سبيل الله بنفى التسامح بذريعة إقامة الحق بالقوة لفرض فكر أو عقيدة أو نظرية سياسية أو أى شئ آخر لا يقتنع بها إلا أصحاب القوة والنفوذ فهو ظالم فى حق ربه ونفسه وفى حق الحق ذاته لأن الحق /العدل / التسامح /المساواة هى قيم وإن إختلفت معانيها ولكن مقصدها واحد وهو التكامل فيما بينها ليعيش الناس مطمئنين.. فالحق مصدر إلهى .. والعدل هو إعطاء الحرية لإدراك الحق والحقيقة بإرادة حرة منفردة مقترنة بمسئولية الفرد عن ذاته .. والتسامح هو إحترام حق الآخرين فى إختيار توجههم الفكرى العقدى السلمى .. والمساواة هى ما نعرفه فى عصرنا الحديث بحق المواطنة وذلك فى الحقوق والواجبات على كل فرد داخل الوطن الواحد.

واذا تدبرنا ما سبق ذكره نجد أن تحقيق هذا التكامل لا يتم بالقوة والتسلط والقتل والسجن والتمييز والفصل العنصرى والدينى والمذهبى ولكن يتم ذلك بغرس الوعى فى نفوس النشء والشباب فى مراحل التعليم ووسائل الاعلام و دور العبادة .

يجب علينا أن لا نتوقف عن توعية بعضنا البعض بما يحقق الفائدة للجميع ، للأسف نحن نتواعظ ببديهيات لم تكن يوما لوغاريتمات لكى يصعب علينا تدبر معانيها ومقاصدها ولكن نضطر لذلك فى وجود متعصبون تنعكس شرور أنفسهم على حياتنا وتسمم أرواح شبابنا لتحقيق إرادة شيطانية فقط من أجل تدمير قيم الخير والجمال ..لأن إرادة البناء والتعمير لا تجتمع مع إرادة الهدم والتخريب ، وإرادة الحياة لا تجتمع مع إرادة الموت ، ومن أراد الحق فأخطأه ليس كمن أراد الباطل فأصابه .

نحن فى أشد الإحتياج لأن نتسامح فيما بيننا وأن لا نتدخل فى مشيئة الله من الإختلاف الذى فرضه الله علينا وأعطانا العقل لنميز به بإرادة منفردة وحرية حقيقية …………… هذه مقولتنا فما مقولة من يتدخل فى مشيئة الله وحكمته ؟!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى