أهم الأخبارعربي و دولي

المشاركة السياسية الفاعلة تحتاج قلوب بيضاء  … بقلم علي حسن يزبك

 

 

لطالما اتخذ العمل السياسي طابع الحنكة والذكاء ولكن دون إغفال الوجدانيات المهمة والكفيلة بنجاح او فشل اي عمل سياسي.

 

هناك العديد من المفاهيم للمشاركة السياسية ولكن لا بدّ من الإلتقاء بنقطة مشتركة لجميع المفاهيم نستطيع من خلالها توضيح معنى هذه المشاركة.

 

المشاركة السياسية هي من الحقوق التي يتمتع بها كل مواطن بحيث مفهومها يندرج في إطار التعبير السياسي والشعبي وتسيير الشأن العام من قبل أطراف المجتمع سواء النساء أو الرجال وهي أرقى تعبير للديمقراطية لأنها تقوم على مساهمة المواطنين والمواطنات في قضايا الوطن والإعتراف بالحقوق المتساوية للجماعات والأفراد على السواء، وعلى الإعتراف بالآخر وإعتباره متكافئاً ومتساوياً مع جميع نظرائه بصرف النظر عن الجنس او الدين او العرق او المستوى الإجتماعي كما ان المشاركة لا بدّ ان تساهم في إستبعاد الصراع وتحل محله فكرة التعاون.

 

الاشخاص الذين يريدون ممارسة العمل السياسي تحديداً عبر النيابة أي تمثيل المواطنين جميع المواطنين وليس فقط شريحة او فئة معينة لأن النائب في البرلمان هو الشخص الذي ينوب عن كل الشعب فمهامه إقتراح وتشريع القوانين التي تأمن الإستقرار والإزدهار لهذا الشعب فالدستور اللبناني نص في الفقرة (د) “أن الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسسات الدستورية” لذا يجب على النائب ان يدرك بأنه يحمل مسؤولية الوطن وسيادته وكل تواطؤ ، على جميع اشكاله هو هتك للسيادة المؤتمن عليها من قِبل الشعب.

 

من هذا المنطلق نتعمق أكثر حول الربط بين المشاركة السياسية والقلوب البيضاء، فمن أجل إتمام العمل السياسي يجب على النائب المنتخب من قِبل المواطنين التمتع بالمصداقية والشفافية وعدم التآمر مع جهة ضد جهة اخرى من داخل الوطن او خارجه وهذه العناصر تشكل المضمون الأساسي للقلوب البيضاء فكل مواطن هو مراقب لعمل المجلس النيابي وسيدرك حتماً ما اذ كان النائب الذي انتخبه يعمل بجهد وبقلبٍ أبيض ساعياً وراء إيصال مطالبه والعمل على سن القوانين التي تلبّي مطالبه او فقط من اجل خلق النزاعات مع الأطراف الآخرين وتشويش العمل التشريعي، لا بدّ للنائب أن يدرك بأن العمل السياسي هو عمل إصلاحي وليس أخذ بالثأر من الأجيال السابقة.

 

من أجل النجاح في العمل السياسي اي المشاركة السياسية بشكل عام لا بدّ من خلق التعاون بين جميع الأطراف والتعامل معهم بقلبٍ أبيض والنظر بعين الحق، بشكل خاص في لبنان من أهم المطالب التي لطالما طالب فيها اللبنانيين هي إقامة الدولة المدنية وإلغاء الطائفية السياسية فلتكن منها إذا البداية.

 

 

 

علي حسن يزبك-ناشط حقوقي سياسي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى