أهم الأخبارالأسبوعية

بين القدر والغدر….رحل سمير سعيد بقلم: عبدالمحسن علي العطار

من هو سمير سعيد ..
” أسد المرمى ” والذي اختير سنة 2009 كأفضل حارس مرمى على مر العصور في قارة اسيا وحصل على المركز الثامن عالميا من قبل الاتحاد الدولي للتاريخ والاحصاء كأفضل حارس مرمى حافظ على شباكة برقم ( 1283 ) دقيقة , كما حقق رقم قياسي لم يصل اليه اي حارس مرمى الى الآن حيث لم تهتز شباكة طوال بطولة الدوري موسم 87-88 وحافظ عالى شباكة نظيفة منذ 1\11\1987 الى 23\11\1989 .
كان يوازي وجوده بالملعب نصف الفريق وهذا ما رأيناه في كأس الأمير عام 1992 عندما قام بصد 6 ركلات جزاء في مبارتين خلال 3 ايام ليتوج فريقة بالبطولة , كما حقق مع فريقة 4 مرات بطولة الدوري العام و٢ كأس الامير و٢ كأس ولي العهد وكأس الاتحاد ومع المنتخب المركز الثالث كأس اسيا 1984 وكأس الخليج العاشرة عام 1990 واختير فيها أفضل حارس مرمى بالخليج . كانت تضحياته بالملعب كثيرة ويجب ان تدرس للأجيال فقد كان يعاني من اصابات عديدة منها آلام الظهر والديسك ونرى أن هذه الاصابات جعلت كثير من اللاعبين يعتزلون الا أن سمير استمر وانتصر وحقق الانجازات والجميع يذكر مباراة العربي والقادسية في بطولة الدوري 1987 حيث كانت حاسمة لفريقه، عندما تعرض فيها لاصابتين كانتا كفيلتين لاخراجه من الملعب، احدها كسر باليد حيث أنه أصر على أن يأخذ ابرة مخدرة ليكمل المباراة، والاخرى جرح عميق بالذقن وتم عمل الغرز له في الملعب الا انه قاوم وأكمل المباراة وانتصر فريقة .. لذلك لقب بأسد المرمى.
“حارس وطن”  أثناء الغزو الصدامي للكويت كان سمير خارج الكويت ولمجاله الكروي شارك على وجود اسم دولة الكويت في المحافل الدولية وكان قائد المنتخب الكويتي خلال فترة الغزو فحمل اسم وعلم الكويت عاليا من خلال المشاركة في بطولة الألعاب الآسيوية 1990 في الصين. كما أن هناك حادثة تذكر قبل الغزو وفي احدى مشاركات النادي العربي الخارجية وكانت مباراة تجمع بين العربي واحدى الفرق العراقية وبعد المباراة قام الوفد العراقي باهداء الفريق الكويتي ساعات يد تحمل صورة صدام فما كان من سمير وزميلة محمد كرم الا ان رموا الساعة على الارض وكسرها بقدمهم امام مرأى الجميع فلم يأبه لردود الفعل لأن مبادئه وشجاعته قبل كل شيء.
“رجل الأعمال” تخصص منذ شبابه في مجال الحلويات  وبرز في هذا المجال واستطاع بذكائه وحبه لعمله بأن تكون محلاته الخباز المتخصصة بالحلويات والمعجنات الاولى في الكويت وكان بصدد التوجه بفتح أفرع خارج الكويت بالخليج واوروبا وبالطبع هذا الشيء لا يعود عليه فقط بالمنفعة وانما على بلده ايضا فنراه في كل شيء يبدع ويكون اسم الكويت أمامه لأنه يعتبر أي انجاز يحققه هو انجاز لبلده.
“الاداري” انتخب عضو مجلس ادارة للنادي العربي 3 سنوات متتالية وتدرج من عضو مجلس ادارة الى نائب الرئيس ونلاحظ هنا أنه بتاريخه وشعبيته كان يستطيع أن يصل لأعلى المناصب بالادارة منذ البداية وبسهولة ولكنه لم يكن مثل غيره من الطامعين بالمناصب بلا عطاء والمليئين بالنفاق والمصلحة ومن يريدون الكرسي من اجل الشهرة والظهور الاعلامي فقط ! ولكن سمير سعيد كان هو من يعطي للكرسي قيمة وليس العكس . فنرى عندما نجح أول مرة بالادارة كان يستطيع التوجه لكرة القدم ولكنه أعطى درس في كيفية الاداري الناجح في كل المجالات فاتجه الى لعبة الكرة الطائرة واصبح مدير الفريق فيها وحقق العديد من الانجازات معهم بالاضافة الى دعمه وتشجيعة لكرة اليد والقدم وتحقيق الانجازات معهم فأحيا تلك اللعبتين واصبحا بشعبية كرة القدم لدى الجماهير، وخلال السنوات الثلاث ونجاحه كاداري كان هاجسه النجاح الكبير في لم شمل الأسرة العرباوية فكان سعيه واضحا في هذا المجال فكان يريد اتفاق جميع الأطراف أن يتم تزكية مجلس ادارة النادي والابتعاد عن الانتخابات والعصبية والعداءات وطبعا شرفاء الاسرة العرباوية اسعدتهم الفكرة , ولأول مرة تجتمع كلمة الاسرة العرباوية على شخصية واحدة وهو سمير سعيد وتأييدة وفعلا كما سمعنا ورأينا أن سمير قام بالترشيح لخوض انتخابات الرئاسة الا أن الموت سبقة.
“الحاج” صاحب الأيادي البيضاء والأعمال الخيرية داخل وخارج الكويت وكان يقوم بتلك الأعمال بسرية ولا يحب الاعلان عنها , وبعد وفاته اخذت الناس تتحدث عن أعماله الخيرية , كما لا ننسى عندما علم بأن هناك أسر متعففه لا تستطيع شراء منتجاته فأمر بأن يتم توصيل المنتجات بنهاية اليوم لتلك البيوت وقال مقولته المشهورة ” سأجعل الفقير يأكل أكل الغني”. لذلك كنا نلاحظ في السابق وفي حياته بأن مبردات محلاته بالليل خالية من الأطعمة.
“الشهيد” تصدى لاقوى الكرات وأصعبها في حياته الكروية وتصدى لأشرس أنواع المنافسات والحروب في تجارته وتصدى كاداري لكل الفتن والغيرة والحسد وتصدى للظلم والفقر وساعد الناس بما يستطيع, ولكنه لم يستطع التصدي لغدر الزمان والموت عندما فاجأته تلك السيارة المنطلقة بسرعة جنونية ومن غير اضاءات وهو يمارس رياضة المشي بمنطقة الشاليهات مع صديقة واصطدمت به فقط بقوة وطار لأمتار ولم يسعفه أحد بل انتظرو الاسعاف! الا أن الله عوضه خسارة الدنيا بربح الآخرة والفوز بدرجة من درجات الشهادة جزاء ما قدمه في حياته من جميل الصنائع.
“ابن الكويت” لم يتوقف عطائه حتى في ساعاته الأخيرة ووفاته , فنرى أن في ذلك الوقت كان بنك الدم يعاني نقص في مخزونه وعندما توافد أهل الكويت للتبرع بالدم لسمير أصبح لدى بنك الدم مخزون واستفاد الكثير من المرضى من تلك التبرعات ففعل الخير متصل بهذا الانسان حتى وهو في الغيبوبة وبساعاته الأخيرة, وعند وفاته اتجه جميع شرائح أهل الكويت سنة وشيعة بدو وحضر الى المقبرة الجعفرية وتوحدت صفوف أهل الكويت جميعا بعد أن كانت الكويت تمر بأزمات طائفية خطرة في ذلك الوقت فقدم بوفاته أعظم خدمة لبلده وهي وحدة الصف .
“الشمس ما يغطيها المنخل” رحل جسد سمير سعيد ولكن ظل اسمه وحبه في قلوب الكثير وسيرته العطرة تذكر بين الناس دائما…رحمك الله يا أبا علي وأسكنك الله فسيح جناته..الفاتحة على روحه تسبقها الصلوات على محمد وآل محمد.
رسالة 1 : ألا يستحق سمير بتكريم لائق لما قدمه وتسمية شارع أو منشأة باسمه.
رسالة 2 : ألا يستحق سمير أن تكون هناك بطولة سنوية باسمه.
رسالة 3 : أين من تحدثوا عن سمير وقت وفاته من عمل شيء له أم أنها كانت فقط دغدغة مشاعر الناس لأغراض انتخابية أو شهرة إعلامية أو استعراض برلماني!
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى