تعرف على هيلارى كلينتون أول “رئيسة” محتملة للولايات المتحدة

قبل ثمانية أعوام، كانت هيلارى كلينتون على وشك أن تفوز بترشيح الحزب الديمقراطى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، وفازت بأصوات 18 مليون ناخب قبل أن تخسر فى النهاية لصالح منافسها السيناتور باراك أوباما.

وفى خطاب تنازلها عن الترشح، تحدثت كلينتون عن الصراع الذى خاضته طوال حياتها من أجل التغلب على العوائق التى تواجه النساء، وقالت: “على الرغم من أننا لم نستطع تجاوز أعلى وأصعب سقف زجاجى هذه المرة، فبفضلكم حصلت على أصوات 18 مليون، والضوء يلمع بشكل لم يحدث أبدا من قبل، ويملأنا بالأمل والمعرفة الأكيدة أن الطريق سيكون أسهل قليلا المرة القادمة”.

وهذه المرة حصلت كلينتون على الترشيح وتأمل أن تتجاوز السقف الزجاجى الأخير وتصبح رئيسة للولايات المتحدة، لكن قبل أيام من الانتخابات، لم تنجح كلينتون فى الاحتفاظ بالتقدم الكبير الذى سبق وحققته فى استطلاعات الرأى.

ولو فازت، ستؤكد كلينتون مسيرتها الاستثنائية من سيدة أولى إلى عضو مجلس شيوخ إلى وزيرة للخارجية ثم “سيدتى الرئيسة”.

وتظهر استطلاعات الرأى أن كلينتون محبوبة ومكروهة، وهى واحدة من أشهر الشخصيات فى العالم، ومن يعرفونها بشكل شخصى يقولون إنها دافئة ولديها حس دعابة قوى سرا، إلا أنها حريصة على عدم الكشف عن كثير من شخصيتها علنا.

ويرى البعض أن كلينتون غير جديرة بالثقة، فقد خضعت للتحقيق عدة مرات أخرها فى قضية البريد الإلكترونىى أثناء توليها منصب وزارة الخارجية.

ولدت هيلارى رودهام فى أحد أحياء الطبقة المتوسطة بشيكاغو عام 1947، وفى مذكراتها الصادرة علم 2003، قالت هيلارى إن طفولتها كانت سعيدة، وكان والدها جمهوريا لكنها دخلت السياسة بسبب والدتها الديمقراطية.

وأضافت أنها عندما كانت مراهقة اتجهت للجمهوريين، وأصبحت نشطة سياسية حتى التحقت بجامعة “يال” التى أكملت فيها تحولها من تأييد الحزب الجمهورى إلى تأييد الحزب الديمقراطى، والتقت فيه بزوجها بل كلينتون فى المكتبة.

وبعد وزواجهما عادت هيلارى مع “بل” إلى ولايته أركنساس التى انتخب حاكما لها عام 1978، وولدت أبنتهما تشلسى فى أركنساس.

ويقول الصحفى رون فورنير، التابع لعائلة كلينتون، إن هيلارى أكثر ذكاء وخفة من زوجها، ولو طلب منه اختيار أحدهما ليتناول معه مشروبًا سيختار هيلارى.

نفس الأمر قاله بوب وينر، المتحدث السابق باسم البيت الأبيض فى إدارة بل كلينتون، حيث قال لإذاعة صوت أمريكا إن كلينتون أكثر ذكاء فى فهم المشكلة وفى الوصول للحل مقارنة بزوجها أو بالرئيس أوباما.

ويشير وينر إلى أن كلينتون تعرق أنها تفتقر لشىء يملكه كلاهما، وهو الكاريزما، لكنها تمتلك الذكاء والقوة الحاكمة.

وبعدما قضت هيلارى فترتين رئاسيتين فى البيت الأبيض كسيدة أولى، خرجت منه إلى مجلس الشيوخ كعضو عن نيويورك لتصبح أول امرأة تشغل هذا المقعد.

وبعد ذلك وضعت كلينتون نصب أعينها العودة للبيت الأبيض مرة أخرى، فخاضت السباق عام 2008 للترشح عن الحزب الديمقراطى، لكن تفوق عليها باراك أوباما، وأصبح رئيسًا.

وتحول المنافسان السياسيان أوباما وكلينتون، إلى حليفين بعدما اختارها لتشغل منصب وزيرة الخارجية فى فترته الرئاسية الأولى، بعدها قررت كلينتون التفرغ لحملة ترشحها للرئاسة، ويتبقى لها ساعات قليلة لتعرف هل ستكون هذه نهاية رحلتها السياسية أم بداية لمرحلتها الأهم.