الأسبوعية

خواطر زوجة مكتئبة … بقلم رشا طنطاوى

إن اختيار دائرة الأصدقاء والمعارف وانتقاء أشخاص دون غيرهم من الأقارب والمعارف من أكثر الأمور تعقيداً وتأثيراً على حياة الفرد واختيار من نقوم بمرافقتهم لا يأتي مصادفةً ولكنه يأتي تحت تأثر الكيمياء التي تجعلنا نقبل أشخاص بعينهم دون غيرهم ومن الممكن أيضا أن نرفض قبول بعض الأشخاص من أول مقابلة ودون حدوث ما يستدعي لهذا الرفض .

لا يخضع معيار القبول والرفض لشخص عن الآخر للمعايير المادية مثل الوسط الاجتماعي والحالة المادية والثقافية ، ولكنه يخضع للراحة النفسية للشخص بحب التواجد مع أشخاص من الممكن أن يكونوا أقل في الوسط الاجتماعي والثقافي ولكن بمجرد تواجدهم معانا نجد أنفسنا أكثر ارتياحا وهدوءا معهم .

وغالباً ما تحدث المشاكل عندما يحدث الالتباس للشخص ما بين الراحة والحب وكلاهما ليسوا سواء ، ولكن غالباً ما يحدث عدم التفرقة ما بين الحب والارتياح فنجد الفتاة أو الشاب في فترة الجامعة تفرض عليهم طبيعة الدراسة اختلاف مستويات البشر الذين يتم الاحتكاك بهم والذين يجلسون على نفس المدرج الجامعي ، حيث يوجد ابن العامل والموظف والوزير في مكان واحد ، لا يفرق التعليم بينهم في تلك المرحلة فتجد نفسك تتعامل ولأول مرة مع جميع مستويات الشعب ومن الممكن أن كنت من الطبقة الارستقراطية أو الثرية تجد نفسك منجذباً لمعرفة الكثير عن الطبقة الشعبية أو الفقيرة من دائرة المحيطين بك بغرض الاستكشاف ، واستكشاف حياتهم التي لم تراها من قبل كذلك الطبقة الفقيرة تكتشف وتستكشف ما لم تتخيله عن الطبقة الثرية ، التي كانت تتخيل حياتها ، تلك هي الحياة هي الاستكشاف .

ولكن أحيانا هذا الاستكشاف ينقلب إلي الاهتمام ثم التعود ثم الالتباس بأنه الحب ولكن لا يصمد الحب أمام الفوارق الاجتماعية والثقافية والمادية ، لأنه لابد وأن يتواجد اختلافات في الطباع والعادات والتقاليد وطبيعة الحياة وتلك الاختلافات تؤدي إلي حالة المقاومة الدائمة ما بين التغيير والتأقلم ولكن من شب على شئ شاب عليه ، بمعني أنه لا نستطيع تغيير جذورنا حتى ولو أردنا ذلك .

وأن أغلب علاقات الحب التي قام أصحابها بتحدي الظروف والفوارق الاجتماعية وقاموا بتجاهلها قد استيقظوا بعد ذلك ، وبعد فوات الأوان ، على كابوس الارتطام بأرض الواقع ، ويصبح هناك أسئلة كثيرة لا يكون لها إجابة غير إجابة واحدة تلك الأسئلة هي كيف فعلت ذلك بنفسي ؟ وأين كان عقلي ؟ وكيف ارتضيت كل هذه التنازلات ؟ وكيف سمحت لي نفسي بتجاوز تلك الاختلافات المادية والاجتماعية والثقافية ؟ أتعلمون ما هلي الإجابة على تلك الأسئلة .. أنه الحب الذي بدوره يقوم بإفراز هرمونات تجعل الشخص في حالة اللاوعي  كمن يتعاطى جرعة من المخدرات ويحدث كثيراً الالتباس ما بين الرغبة والحب ، ولقد ثبت علمياً أنه في حال تواجدنا مع أشخاص نحبهم تجدنا نتصرف تصرفات أقرب إلي الطفولية والجنونية في آن واحد ، لابد وأن نكون أكثر وعياً عندما نواجه الحياة والمجتمع ، لابد وأن نفرق بين العلاقات الاجتماعية والصداقة والقرابة والحب ، لابد وأن نضع ضوابط لأنفسنا قبل الدخول في أي علاقة ، لابد وأن نجعل عقولنا في حالة وعي دائم حتى لا نخذل أنفسنا في المستقبل تلك هي الحياة لابد وأن نواجهها بعقولنا لا بقلوبنا وأعييننا .

وإلي مقالة أخري بأذن الله

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى