أهم الأخبارالأسبوعية

دلالات زيارة ضيف السلطنة الكبير …بقلم علي بن راشد المطاعني

تكتسب زيارة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة والوفد المرافق له للسلطنة ، بدعوة كريمة من أخيه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله – أهمية كبيرة على مختلف الأصعدة الإقليمية والدولية والثنائية المتطورة على وجه التخصيص ، تأتي
الزيارة في ظل ماتشهده المنطقة من متغيرات متسارعة تتطلب المزيد من الجهد المشترك لتحقيق المزيد من الاستقرار والامن الذي يقوده الزعيمين العربيين لتجنيب المنطقة المزيد من التازيم ، ولعل هذه الزيارة التي صنفت بانها من أرفع الزيارات الرسمية بين الدول ، ستشهد مراسم استقبال وبرتوكولات بمستوى رفيع تعبيرا عن المكانة السامية الذي تكنه السلطنة حكومة وشعبا لضيف البلاد لكبير
، وتتويجا لما وصلت إليه العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين ، وتشكل مرتكزا مهما لحكومتا البلدين في ان يبنيا عليها المزيد من التعاون المشترك وأن يؤسسا قاعدة صلبة تقوم عليها منظومة فاعلة للتعاون في كافة المجالات وتمهد لبناء مستقبل افضل للاجيال القادمة .

وهذا ما يبعث في النفس الاعتزاز والفخر لما تشهده العلاقات العمانية الكويتية من تطور يعكس واقعية المنطلقات المشتركة بينهما ، ويمهد لانطلاقة مستقبلية اكبر في هذه المسيرة المظفرة المفعمة بالخير للبلدين و الشعبيين .

فعلى الصعيد الشخصي يحظى العاهل الكويتي الشيخ صباح الاحمد الصباح ، بعلاقة خاصة مع أخيه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله – تعكس عمق أواصر الأخوة بينهما ، وأن التشاور والتفاكر الدائم والمستمر كان أبدا ديدنهما وفي كل ما يهم العلاقات بين السلطنة ودولة الكويت الشقيقة ، وهذا ينعكس إيجابا على علاقاتهما الخليجية والعربية إذ يشكلا فيها حجر الزاوية والركن الاساس مع إخوانهم بقية قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، فضلا عن ما يتمتع به الزعيمين من ثقل سياسي على المستوى العربي ودورهما الكبير في تعزيز التعاون العربي المشترك والارتقاء به إلى المستويات التي تتطلع لها شعوب أمتنا العربية ، كما إن سعيمها الدؤوب لا تخطئة عين لحل العديد من النزاعات بالطرق السليمة حقنا للدماء وصونا للمكتسبات .

أما على الصعيد الشعبي فيحظى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح بتقدير شعبي كبير في السلطنة يعكس التواصل الإجتماعي الضارب في القدم بين الشعبين ، فلا غرو أن يغدو الترحيب بضيف البلاد العزيز فوق العادة بمقاييس الحفاوة ، فسمو الأمير لم تنقطع زياراته الخاصة للسلطنة فهي أبدا متواصلة ويمارس عبرها
هواية الصيد المحببة لنفسة
إذ له إرتباطات وثيقة ببعض المحافظات وله علاقات إجتماعية مع المواطنين تعكس ما يكنه الشعب العماني من حب وتقدير لصاحب القلب الكبير أمير دولة الكويت المفدى .

فلا يغيب عن الاذهان القول بان العلاقات بين السلطنة والكويت متجذرة وتبلور عمق الرؤية المشتركة لدى قيادتي البلدين في التعاطي مع كل ما يخدم البلدين والشعبين الشقيقين ، وعبر الزيارة الكريمة فما من شك أن هناك المزيد من العمل الهادف لتقوية وتقريب المصالح الهادفة إلى الوصول بهذه العلاقات إلى مبتغاها الحقيقي الذي يمكن مواطني البلدين من قطف ثمار هذا التآخي الفريد ، على كافة الصعد الإجتماعية والسياسية والاقتصادية .

ان اهتمام حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – وأخيه صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة ، بالإرتقاء بهذه العلاقة المميزة الى آفاق ارحب لاحدود لها واضح للعيان ويجد الترحيب والإشادة من المواطنين في البلدين وهما يسعيان لتسريع ورفد كافة مجالات التعاون بالمزيد من الزخم وصولا لشواطئ الآمال المشتركة .

فعلى صعيد التعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية ، فالكويت تستثمر بشكل كبير في البنية الأساسية في السلطنة سواء من خلال الصندوق الكويتي للتنمية أو من خلال الجهات الأخرى ، فهناك العديد من المشاريع التنموية موّلت من دولة الكويت الشقيقة في عدد من المجالات الحيوية في البلاد ، وشاركت في مسيرة التنمية والإعمار في السلطنة طوال السنوات الماضية من خلال القيام بمشاريع تنموية شملت العديد من مرتكزات البنى التحتية لدينا .

وكان لهذه المشاريع الأثر الطيب في إندياح رحيق التنمية إلى ربوع الوطن والتسريع ببعض الخدمات المهمة للمواطنين .

السلطنة حكومة و شعبا تكن كل التقدير والإمتنان للكويت أميرا وحكومة وشعبا في هذا الشان ، إذ هي أبدا ودوما تعمل بصمت ونكران ذات في رفد الجهود التنموية الحكومية الرامية لتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين ، فكانت بذلك خير معين وخير أخ وخير صديق .
.
لقد بلغ حجم الاستثمارات الكويتية في السلطنة عام 2014 م ما يقارب المليار دولار أميركي موزعة على مختلف القطاعات منها الخدمية والمقاولات والإنشاءات والفنادق والعقارات وصناعة الأدوية والأجهزة الطبية والصناعات الغذائية وهناك استثمارات جديدة في مجال المصافي والبتروكيماويات وغيرها من المشروعات الصناعية في ميناء الدقم .

و لا نغفل هنا الدور الكبير للقطاع الخاص الكويتي في الإستثمار في السلطنة وفي العديد من المجالات ، حيث بلغ عدد المستثمرين الكويتيين في السلطنة حوالي تسعة آلاف مستثمر في العديد من المجالات وخاصة العقارات والمراكز التجارية .

وعلى الجانب السياسي تحظى علاقات البلدين بتوافق غير عادي حيال مختلف القضايا الخليجية أو العربية أو الدولية ومواقفهما متقاربة من مجمل القضايا الدولية لما تشكله منطلقاتهما في التعاطي مع المستجدات والمتغيرات من مبادئ ثابتة ومواقف أصيلة لا تتغير ولا تتبدل لقاء أي طارئ ، وهو ما يعكس رؤية قيادتي البلدين ونظرتهما الثاقبة تجاه القضايا الدولية وكيفية التعاطي معها من منطلقات تأخذ في الاعتبار العديد من الجوانب التي تحكم العلاقات بين الدول .

نتطلع الى أن تواصل العلاقات العمانية الكويتة تقدمها يوما بعد آخر بما يخدم شعبي البلدين و إضفاء المزيد من التعاون والاستثمارات المشتركة الهادفة إلى تعزيز المصالح وتوثيق الروابط التي تبلور الاستفادة المثلى من المقومات المتوفرة وتوجيه الإمكانيات إلى موضعها الصحيح

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى