د.حجاج بو خضور لـ “صوت الخليج” اجراءات تقشفية للحكومات لتخفيض عجز الموازنة الاقتصادية
توقعات بانخفاض اسعار النفط وعجز في الميزانية المالية للأعوام القادمة نظرا للظروف المحيطة والمتقلبة سياسيا واجتماعيا على مستوى دول العالم مما يخيم على كثير من الدول المصدرة للنفط بشبح يقولون انه قد يتدهور من خلال ظلاله اوضاع اقتصادية لدول اعتمدت على النفط كمصدر اساسي لعصب حياتها ومع اعتماد اساليب حديثة لتوليد الطاقة مثل النفظ الصخري في بلدان أمريكا الشمالية يتبادر في اذهاننا سؤال مهم هل ستعيش دولنا عجزا في الميزانية المالية , ام ركود اقتصادي … التقينا بالدكتور حجاج ابو خضور المحلل والخبير الاقتصادي الكويتي وسألناه ….
حوار : رباب عبيد
تصوير : رباب عبيد
كيف تقيم الواقع الاقتصادي للكويت والخليج العربي تزامنا مع الظروف المحيطة ؟
ستمر المنطقة في حالة من التراجع في النمو ولكنها في كل الاحوال لن تدخل في ركود.
ما توقعاتك للنمو الاقتصادي الخليجي .. بوجه عام ؟
اتوقع ان ينخفض النمو الاقتصادي في دول الخليج عن معدلاته التي سجلها في ٢٠١٥ وستكون الكويت هي الأقل تراجعا في النمو في حين ستكون السعودية والإمارات الاكثر تراجعا في معدلات النمو,حيث سيبلغ معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي في السعودية 2% خلال 2016، منخفضا عن توقعات ببلوغه 2.5 في المئة وستعوض المملكة السعودية النمو قليلا في 2017 إلى 2.3 % , ومن المتوقع ايضا أن تسجل الإمارات العربية المتحدة نموا نسبته 2.8 في المئة هذا العام، بما يقل قليلا عن نسبة النمو المقدرة للعام الماضي البالغة 3.3 في 2016
هل سيتراجع الناتج المحلي والخليجي وبنسبة كم سيكون التراجع ؟
حين ان نمو الناتج المحلي الإجمالي للكويت وتتبعها دولة قطر وسلطنة عمان والبحرين في 2016 سيسجل المؤشر تراجعا بشكل طفيف رغم أن جميع تلك الدول بدأت تكبح الإنفاق الحكومي ومعظمها يدرس تطبيق إصلاحات مالية ترشيدية.
الى أي مستوى سيصل مؤشر خام برنت النفطي ؟
سيمثل هبوط أسعار خام برنت إلى أدنى مستوى له في 12 عاما دون 30 دولارا للبرميل من نحو 110 دولارات قبل 18 شهرا، أكبر التحديات التي تواجهها دول مجلس التعاون الخليجي الست منذ أكثر من عشر سنوات.
ما الآثار التي نتجت عن هبوط أسعار النفط الخام ؟
على الرغم من أن القطاعات النفطية بتلك الدول واصلت النمو مع زيادة الإنتاج، إلا أن هبوط أسعار الخام أدى إلى تقلص دخل الحكومات بما دفعها إلى خفض الإنفاق وإتباع سياسة الترشيد والتخطيط لدعم مصادر الدخل مثل فرض الضرائب ورفع الدعم عن بعض الخدمات والسلع وبدأ ذلك يؤثر سلبا على نمو القطاع الخاص في المنطقة خلال الأشهر القليلة الماضية، ومن المتوقع أن يزيد الضغط في الأشهر المقبلة.
كيف سيتم معالجة العجز الكبير في الميزانية العامة للدول الخليجية ؟
إن خفض الإنفاق في دول الخليج ومنها الكويت سيساعد على تخفيض العجز الكبير في موازنتها وميزان معاملاتها الجارية هذا العام، بما يسمح للدول بالتكيف مع تدني أسعار النفط.
ما توقعاتك للخروج من الأزمة ؟
من المتوقع أن تخفض معظم حكومات دول مجلس التعاون الخليجي، العجز في موازناتها هذا العام من خلال إجراءات تقشفية .
ما مدى تأثر دول مجلس التعاون الخليجي بتوفر الزيت الصخري في بلدان مستوردة للنفط ؟
استبعد أن يكون للزيت الصخري تأثير كبير على تخفيض مستويات إنتاج وأسعار النفط كما يتم التصريح به لان كلفة إنتاج النفط من الزيت الصخري من صخوره المحتوية له عالية جدا ولن يكون له جدوى اقتصادية الا اذا وصلت اسعار النفط عند مستوى 150 دولارا للبرميل وحيث ان اسعار النفط هي دون ذلك , ولو ارتفعت الى مثل ذلك المستوى ستكون بسبب تأثير الاسباب الجيوسياسية وعادة ذلك لا يدوم كثيرا وإنما لعدة شهور او ايام وهو لا يعطي استمرارية اكيدة لارتفاع اسعار النفط.
ما التحديات التي ستواجه منظمة أوبك ؟
تحديات كثيرة ستواجه منظمة اوبك لتحافظ على نمو مستويات حجم انتاجها ونسبة معدلات مساهمات إنتاجها من الانتاج العالمي , والسبب ان نضوب النفط مع تنامي الاستهلاك مع عدم وجود استكشافات جديدة تواكب ذلك النمو في الاستهلاك وتراجع بعض الابار القائمة عن الانتاج يجعل تأثير انتاج النفط من النفط الصخري هو محاولة بالكاد لسد ذلك النقص والتراجع.
ماذا عن الاستثمار بحفر الآبار المهجورة قديما للدول المستوردة لنفظ الخليج العربي ؟
هناك تحدى كبير بالحفر الموجه وذلك بتفعيل الانتاج من الحقول القديمة والمهجورة ومن البحر في الدول المنتجة للنفط سابقا بكميات كبيرة كالولايات المتحدة وروسيا وبحر الشمال ويعتبر الحفر الموجّه استثمار حيث من خلاله يتم استخراج التوضعات النفطية المهجورة بتكاليف أقل من تلك اللازمة للحقن، حيث يمكن لمهندسي النفط استخدام العديد من التجهيزات الجديدة القادرة على توجيه محور البئر، وعلى عمق عدة كيلومترات من سطح الأرض، من الوضع الشاقولي إلى الوضع الأفقي الكامل داخل الطبقة الخازنة.
هل ستتغير الخارطة النفطية مع حلول الاعوام القادمة ؟
بكل تأكيد سيتأثر النفط الخليجي في التغيير المحتمل على خارطة التجارة النفطية فقد تم تعيين منطقة الخليج وشمال أفريقيا لتوريد الجزء الأكبر من نمو إنتاج النفط لعام 2035، والتي تتطلب استثمارا بأكثر من 100 بليون دولار سنويا.
حدثنا عن دور الانتفاضات السياسية في دعم صناعة النفط ؟
ولكن الانتفاضات السياسية في هذه المنطقة، قد غيرت من القناعات حول دعم صناعة النفط مع وجود الاحتياجات الفورية للحصول على التمويل اللازم في العديد من البرامج الاجتماعية والتنموية هذا يعني أنه في ظل تأخر التوظيفات الاستثمارية في صناعة الاستكشاف والانتاج النفطية سيجعل إنتاج منطقة الشرق الأوسط بحلول عام 2015 ينخفض بمقدار 3 ملايين برميل يوميا وبحلول عام 2020 ينخفض 6.2 مليون برميل يوميا.
ماذا عن ارتفاع وهبوط اسعار النفط ومن المتضرر ؟
قريبا سيتضرر المستهلكون من ارتفاع أسعار النفط التي ستصل إلى نحو 150 دولارا للبرميل الواحد وسيكسب منتجو النفط في منطقة الشرق الأوسط، المزيد من العائدات من خلال تصدير النفط، ولكن العائدات ستنخفض بسبب التراجع المستمر لسعر صرف الدولار في السوق وزيادة معدلات التضخم المستورد.
هل تأثرت صناعة و انتاج النفط بالتقدم التكنولوجي العالمي ؟
كان من المفترض ان تتغير خارطة انتاج النفط والغاز الطبيعي غير التقليدي مع التطور التكنولوجي العالمي حيث ستبلغ كمية الانتاج من مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة والصين وكندا وأستراليا والهند نسبة40 % أي بزيادة 1.7 تريليون متر مكعب في العرض العالمي خلال الفترة 2013-2035.
المناخ يلعب دورا مهما في خارطة انتاج الطاقة .. كيف ؟
مكافحة تغير المناخ صعب جدا ، والتطور التكنولوجي في تغير خارطة انتاج الطاقة احتمالا مشكوكا فيه خاصة وان المؤشرات تدل على تراجع حجم المخصصات لدعم الابحاث في الاستثمار بتكنولوجيا تطوير انتاج الطاقة من المصادر المتجددة حيث بلغ 66 بليون دولار في عام 2010 (مقارنة مع 409 بلايين دولار للوقود الأحفوري)، ما يتطلب معه الامر زيادة هذه المخصصات إلى 250 بليون دولار في عام 2035، هذا في حين أن استمرار تداعيات الأزمة المالية لا تسمح لمثل هذه الزيادات في دعم هذه الأبحاث.
كلمة أخيرة
اشكر لمجلة صوت الخليج هذا اللقاء