أهم الأخبارالأسبوعية

لا رحيل … بقلم ..منى عبدالله السعدي

 

في كل عام كان الرحيل يحث خطاه إليها، شوقا لنظرة من عينيها ، للمسة من يديها ، لسماع خافقها الذي كان يعزف على أوتار قلبها ، ألحان شوق وحب وحنان ، فأشعر به وكأنه يلامس روحي و جسدي المشتاق إليها ،
فشوقها كبير ، ومعه خفقات القلب تصير وكأنها من مكانها ستفز وتطير .
ولكن متى الرحيل؟
فقد تسمّر سنين وسنين رغم الشوق الكبير ورغم كلماتها التي كانت تؤجج فيّ المسير إليها .
كلمات ليتها لم تنطق بها : ( أخاف الموت قبل أن أكحل مقلتيّ برؤياك . ).
كلمات كانت تنتقيها بقلب الأم المفعم بالألم والشوق والهيام .
فتشحذني للسفر إليها رغم الزوابع و الأعاصير التي تجتاح وطني الأسير ، لكنها كانت ترجوني وتلح برجاء كبير ، فتطفئ من لهيب الشوق بقطرات وعبرات تنثرها… ترسلها على البعد :
” أرجوك لا تأتي أخاف عليك من أن يطوف بك أي بلاء . ”
رجاء صار يحطم الآمال والأحلام .
فأنت تحدث نفسك أن قلب الأم لا يخطئ ، وقلب المؤمن دليله ، كل هذا جعل حبل الشوق المشدود بين قلبينا يلين إلى أن تشفى الجراح .
و لكن هاهو العام يمر تلو العام ، واللقاء فقط يكون على أثير الهواء ، يحمل بين طياته نسمات فرح وحب وهبات شوق وألم .
وطاااااال هذا اللقاء بقدر زمن الألم في بلدي الجريح ،
وفي كل لقاء نّسوّف أن اللقاء سيكون قريبا ،
إلى أن غاب اللقاء ،
وصار الرحيل مستحيل بعد الرحيل .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى