أهم الأخبارثقافة و فن

لميعه تؤكد جذور الثقافة العربية … للشاعره مريم فضل

“جفت مآقينا من كُثر ما بكينا

جفت مآقينا فصرنا نشتري الدموع

هل تستطيعُ الدّمعة المُعارة

أن تنزح الحزن من الضلوع”

أنشأت الشاعرة العراقية الكبيرة لميعة عباس عمارة هذه الأبيات بعدما زارت طبيب العيون.

من لقاء طويل اقتبس قصة هذه الأبيات التي ابتكرتها الشاعرة لميعة، في حين زارت طبيب العيون ووصف لها قطرة عيون اسمها Tears، أي دموع، أخذها الشعر في وصف حالها الشعوري الذي تفوق على حالها المرضي.

من هنا نستكشف مدى استقطاب الشعر وسيطرته على الشاعرة في أكثر مراحل الإنسان حرجا، التي من الممكن أن تسيطر على ذهن الإنسان المريض فتلهييه عن كل شيء عدا صحته، مع ذلك نجد الاختلاف الكلي مع التربص الوجداني للشاعرة لميعة.

يتضح من قصائد الشاعرة اعتزازها العميق بانتمائها العراقي، وتعلقها بلهجتها العراقية، لذا كانت من الأقلية من النساء الشاعرات اللواتي مارسن كتابة الشعر الفصيح والعامي، كما لها خصوصيتها بإدراج مفردات تخص بيئتها على سبيل المثال: “هلا” و”عيوني” في قصيدة:

“هلا” و”عيوني” بلادي رضاها

 

وأزكى القرى للضيوف قراها

ورغم كل ما تختزله الشاعرة من انتماء عرقي لبلدها العراق، فإنها لم تهمل علاقة الجذور والثقافة والتاريخ وبعض من اللهجة التي تجمع الكويت بالعراق، فأنشدت:

“لي في الكويت أحباءٌ وما برحت

وشائج الود تدنيهم وتدنيني

ما مر في سحر ذكر لواحدهم

إلا وندت من الأعماق “يا عيني”

كما ذكرت مسبقاً هناك عدة روابط تجمع الشعبين، كما أثبتت الشاعرة ذلك في القصيدتين المسبقتين بمفردات مستخدمة من الشعبين “هلا وعيني”، وكأنها تؤكد العمق الثقافي والعرقي واللفظي من خلال مغازلتها للكويت.

اعتمدت الشاعرة على تطوير ذاتها بالمتابعة الحثيثة لنقلة الشعر العربي من موجة إلى موجه، وقد كانت من الشعراء الذين ساهموا بذلك، ولكني أشجب أن تكون هي الوحيدة منهم التي مازالت على قيد الحياة، كما قيل مسبقاً، بعد الاستناد إلى المطالعة والبحث. كما عُرفت الشاعرة باعتمادها على توطيد علاقاتها مع الشعراء الذين سبقوها ومن هم بعدها كنوع من مواكبة الحداثة.

من هنا وأكثر، نرى وصول الشاعرة إلى هذه الرتبة العالية والبصمة المختلفة لها في الشعر العربي.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى