أهم الأخبارعربي و دولي

هل تنفصل كردستان عن العراق ؟

 

تقرير : رباب عبيد

بدأ العد التنازلي للاستفتاء على فصل اقليم كردستان عن العراق وبهذا السؤال يتوجه بارزاني للشعب الكردي ….

“هل تريد أن يصبح إقليم كوردستان والمناطق الكوردية التي هي خارج حكم الإقليم، كدولة مستقلة؟” (حيث ستصبح تلك العباره صوره للتصويت).

بدوره حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الأكراد مما وصفه باللعب بالنار إذا مضوا قدما في الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان.

ودعت الأمم المتحدة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني إلى التخلي عن إجراء استفتاء على استقلال الإقليم المقرر الأسبوع المقبل.

وكان البيت الأبيض قد وصف مصادقة برلمان كردستان العراق على إجراء الاستفتاء بأنه خطوة استفزازية ومزعزعة للاستقرار.

وأشارت الولايات المتحدة إلى “بدائل” لم تحددها عن الاستفتاء قبيل جلسة البرلمان، الجمعة.

وقال رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني إنه سيرد سريعا على تلك الاقتراحات، لكن يبدو أنه رفضها وذلك لدى سؤاله في وقت سابق قبيل إجراء تصويت البرلمان.

وقال: “لم نسمع حتى الآن أي مقترحات يمكن أن تكون بديلا للاستفتاء”.

وتعرض الأكراد في العراق لموجات من القمع قبل أن ينالوا حكما ذاتيا في أعقاب حرب الخليج عام 1991.

وعلى مدار الأعوام الثلاثة الماضية، انخرط الأكراد في العراق وسوريا في المعركة الدائرة ضد داعش.

خلفية الاستفتاء

من المقرر إجراء استفتاء غير ملزم بشأن الاستقلال لكردستان العراق في 25 سبتمبر 2017. كان من المقرر أصلا أن يُعقد في عام 2014 في خضم الجدل والنزاع بين حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية للعراق، واكتسبت النداءات الطويلة الأجل للاستقلال الكردي زخما في أعقاب هجوم شمالي العراق الذي شنته ” داعش ” في العراق والشام الذي تخلت فيه القوات الخاضعة لسيطرة بغداد عن بعض المناطق، ثم استولت عليها البيشمركة ويسيطر عليها بحكم الواقع الأكراد.

وتم الإعلان عن الاستفتاء وتأخر في عدة مناسبات مع مشاركة القوات الكردية في العمل مع الحكومة المركزية العراقية من أجل تحرير الموصل، و لكن بحلول أبريل 2017، كان ينظر إليه على أنه سيحدث في وقت ما في عام 2017. في 7 يونيو 2017، عقد الرئيس مسعود بارزاني اجتماعاً مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني، والاتحاد الإسلامي الكردستاني، والحركة الإسلامية الكردستانية، والحزب الشيوعي الكردستاني، وحزب كادحي كردستان، وحزب العاملين والكادحين في كردستان، وحزب الإصلاح التقدمي في كردستان، وقائمة أربيل التركمانية، والجبهة التركمانية العراقية، وحزب التنمية التركماني، وقائمة الأرمن في برلمان كردستان، والحركة الديمقراطية الآشورية، والمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري، حيث تم إقرار استفتاء الاستقلال في 25 سبتمبر 2017

بالمقابل أعلنت الحكومة العراقية انتصارها على  ” داعش ” في الموصل في 10 يوليو 2017.

بعدما قامت الحكومه المركزية في بغداد بايقاف التمويل لاقليم كردستان في يناير 2017، قامت حكومة أقليم كردستان بمحاولة تصدير النفط خلال خط الأنابيب الشمالي عبر تركيا في شهر مايو 2017 لكن الحكومه العراقيه ضغطت على الحكومات الدوليه لمنع تصدير و بيع هذا النفط.

تزامنا  مع قيام  المقاتلين بتنظيم (داعش) بالأستيلاء على الكثير من المناطق الغربيه و الشماليه من العراق في أغسطس سنة 2014 ، قامت القوات العراقية بترك تلك المناطق التي كانوا موجودين بها اصلاً وتخلوا عن مراكزهم.

بعدها تدخلت قوات الـبيشمركة وسيطرت على مدينة كركوك،وبعض المناطق الشماليه التي حولها و التي أرادت حكومة إقليم كردستان العراق بضمها لهم لكنه كانت خارج اقليمهم رسمياً.

حكومة نوري المالكي تلقت اللوم الأكبر بشكل كبير من قبل الكثير بخصوص فشل القوات الامنيه و أيضا، عدم رضا السنه العرب مع الحكومه المركزيه في بغداد، حتى أتت النداءات الداخليه و الخارجيه لأيجاد رئيس وزراء جديد.

في اليوم الأول من شهر يوليو، رئيس أقليم كردستان العراق مسعود برزاني أعلن نيته على أقامة أستفتاء لأستقلال الأقليم في وقت ما لسنة 2014.

في شهرسبتمبر – لسنة 2014، بعدما تم تبديل نوري المالكي وجعل حيدر العبادي رئيس وزراء جديداً للعراق، وافق القاده الكرد بتأجيل الاستفتاء إلى وقت آخر ليركزوا على قتال تنظيم (داعش).

في اليوم الثالث من شهر شباط لسنة 2016، أعلنت شبكة الأعلام الكردية روداو بأن رئيس أقليم كردستان العراق مسعود برزاني أخبر مشرعين حكومة أقليم كردستان العراق بأن أستفتاء الأستقلال سيتم عقده قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016 بداية شهر تشرين الثاني.

في اليوم الـ 23 لشهر مارس ، أعلن بارازاني خلال مقابله، بأن الأستفتاء سيتم عقده قبل شهر تشرين الأول لسنة 2016.

في وقت ما بعد ذلك، رئيس وزراء أقليم كردستان نيشرفان بارازاني أكد بأن الأستفتاء لن يتم عقده إلا بعد أن يتم تحرير مدينة الموصل.

في شهر أغسطس لسنة 2016، قال رئيس وزراء العراق حيدر العبادي بأن تقرير المصير هو حقاً بلا منازع.

تناولت الأخبار خلال شهر كانون الأول لسنة 2016، بأن رئيس وزراء أقليم كردستان نيشرفان بارازاني أقترح بأن يتم بالأستعجال بعقد أستفتاء الأستقلال من خلال التواصل مع بغداد بعدما يتم أنتهاء العمليات العسكريه لـعملية تحرير الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

في شهر نيسان لسنة 2017، خلال التطورات الحاصله بخصوص عملية تحرير الموصل، صرحت الأحزاب في أقليم كردستان (الحزب الديمقراطي الكردستاني و الاتحاد الوطني الكردستاني) بهدفهم لأقامة وعقد أستفتاء الأستقلال خلال سنة 2017.

في اليوم الـ 7 من شهر يونيو لسنة 2017، أعلن رئيس أقليم كردستان مسعود برزاني بأن أستفتاء الأستقلال سيتم عقده يوم 25 من شهر أيلول لسنة 2017.

أيضاً، صرح مساعد برازاني “هيمين هاورامي” بأن الأستفتاء سيتم عقده في كركوك، مخمور، سنجار و خانقين.

كل المناطق تلك التي ذُكرت هي مناطق متنازع عليها لكن الحكومه المركزيه مسيطره عليها بكل الأحوال. المسؤول الكبير هوشيار زيباري صرح بأن “نعم” كتصويت لأستفتاء الأستقلال لا يعني هذا مباشرةً كأعلان رسمي للأستقلال، لكنه سيجعل كلام الشعب الكردي قوياً حول تقرير مصيرهم أمام الحكومه المركزيه.

بعد اللقاءات الحاده بين نائب رئيس هيئة الأركان العامه للقوات المسلحه الايرانيه محمد باقري و الرئيس التركي رجب طيب أرودغان في أنقره يوم 16 لشهر أغسطس 2017حيث أتفق الطرفان “بقرارا قوي مشترك” ضد الأستفتاء.

حكومة أقليم كردستان صرحت بأن الأستفتاء سيخطط و ينفذ تحت تصويت الحكومات المحليه في المناطق المتنازع عليها.

حينها قامت حكومة سنجار المحليه بالموافقه في يوم 30 لشهر يونيو بمحاولات حكومة أقليم كردستان بضم سنجار في الأستفتاء.

بعدها قامت الحكومه المحليه لخانقين يوم 16 لشهر اغسطس بمناقشة قضية الأستفتاء وقرروا بأن يتم إقامة الأستفتاء في منطقتهم.

حكومة بعشيقه المحليه صوتت بعد يوم من تصويت حكومة سنجار، بأنهم سينضمون في الأستفتاء.

وفي يوم 29 لشهر أغسطس 2017، قامت حكومة كركوك المحليه بالتصويت على قضية عقد الأستفتاء في كركوك. حيث من أصل 41 عضو في المجلس، حضر 24 عضواً، صوت 23 عضو على عقد الأستفتاء، بينما رفض عضو واحد. بقية الأعضاء، الذين كانوا من العرب و التركمان، لم يصوتوا.

بدأت الحمله الأنتخابيه للأستفتاء رسمياً يوم 5 سبتمبر , صرحت اللجنه العليا للأنتخابات في الأقليم بان الحمله ستستمر 18 يوماً، حيث سيستطيع العراقيين الكرد بالبدأ بالتصويت يوم 23 لشهر سبتمبر، قبل يومين من التصويت الرئيسي.

وقالت الاذاعة الكردية ان التصويت سيكون متاحاً باللغات العربية و السريانية و التركمانية، وسيتم تقديم السؤال التالي: “هل تريد أن يصبح إقليم كوردستان والمناطق الكردية التي هي خارج حكم الإقليم، كدولة مستقلة؟” (حيث ستصبح تلك العباره صوره للتصويت).

بعد أن وضح الإقليم نواياه بشأن إقامة الاستفتاء في ال25 سبتمبر، نشأت الكثير من ردود الفعل الدولية، من أهمها رد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، حيث قال بإن بلاده مستعدة للتدخل عسكريا إذا أسفر الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق عن حدوث أعمال عنف. وأوضح العبادي في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس السبت 16 سبتمبر ، أنه في حال تعرض العراقيين “إلى تهديد عبر استخدام القوة خارج إطار القانون فسنتدخل عسكريا”.

أما الولايات المتحدة فقد أعربت يوم الجمعة 15سبتمبر عن عدم تأييدها لاعتزام حكومة إقليم كردستان العراق إجراء الاستفتاء، وفق بيان صادر عن البيت الأبيض.

ولفت البيان إلى أن واشنطن أكدت مرات عدة لزعماء إقليم كردستان أن الاستفتاء يشتت الانتباه عن الجهود لهزيمة داعش، واستقرار المناطق المحررة.

ودعت حكومة إقليم كردستان إلى إلغاء الاستفتاء، والبدء في حوار جدي ومتواصل مع بغداد.

كئلك قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم السبت 16 سبتمبر إن استفتاء تقرير المصير في إقليم كردستان العراق يمثل “قضية أمن قومي”، وإن بلاده “ستتخذ أي خطوات ضرورية بشأنه”.

وفي يوم 19 سبتمبر دعا حزب الشعب الجمهوري التركي عبر نائب رئيسه أوزتورك يلماز، دعا الحكومة التركية إلى التعامل بصلابة مع رغبة حكومة كردستان الانفصال عن العراق، وقال بضرورة إمهال مسعود بارزاني 24 ساعة للتخلي عن الاستفتاء، فيما اصطفت بعض أرتال الدبابات التركية على الحدود مع العراق تحسبًا لأي طارئ. وقال يلماز أيضًا أن استفتاء انفصال كردستان عن العراق، سيزعزع المنطقة بشكل خطير، وقد يؤدي إلى نشوب حرب أهلية، وأنه يتعارض مع القوانين الدولية، والدستور العراقي، وحتى مع قوانين الإقليم الكردي نفسه , واعتبر أن الوضع بات مسألة بقاء، وأنه يتعين حماية مصالح تركيا وأمنها القومي.

أعلنت إسرائيل دعمها العلني والمباشر لإجراء الاستفتاء ولانفصال كردستان عن سائر العراق، إذ قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن «إسرائيل تدعم الجهود المشروعة التي يبذلها الشعب الكردي من أجل الحصول على دولة خاصة به»، وأشارت مجلة التايمز أن السعودية دعمت انفصال الإقليم سرًا. أما سبب دعم إسرائيل والسعودية لهذا الأمر فهو – وفق بعض المحللين – لإيجاد وكيلٍ لهما يشارك إيران حدودها الجبلية الممتدة.

كما صدرت تصريحات ومواقف عن مسؤولين إماراتيين تدعم انفصال كردستان عن العراق من بينها رئيسة مركز الإمارات للسياسات، ابتسام الكتبي، التي وقعت مذكرة تفاهم مع الإقليم مطلع سنة 2017 للمساعدة في تنظيم عملية الاستفتاء.

وكانت الكتبي قد أكدت أنه إذا أعلن عن استقلال كردستان بشكل كامل عن بغداد، فإن أبو ظبي ستعترف بهذا الاستقلال.

كركوك ضمن الاستفتاء

بعد إقرار المجلس الإقليمي لكركوك الذي يقوده الأكراد إدراج المدينة ضمن استفتاء استقلال كردستان، تصاعدت حدة التوتر بين أهلها الأكراد والتركمان والعرب، إذ أن المدينة تقع خارج الحدود الرسمية لمنطقة كردستان، وتنازعت عليها الحكومة الكردستانية والحكومة المركزية في بغداد، بعد أن سيطرت قوات البشمركة الكردية عليها وعلى مناطق أخرى متنازع عليها منذ سنة 2014، خلال مواجهات مع تنظيم داعش. وفي ليلة الإثنين 18 سبتمبر2017 وقع اشتباكٌ دامٍ بين حراس مكتب حزب سياسي تركماني وبين أكراد مروا في سيارات أمام مكتب الحزب التركماني، احتفالًا بالاستفتاء، وهم يحملون الأعلام الكردية وفق ما أشارت إليه المصادر. فقُتل أحد الأكراد وأصيب اثنين بجروح وكذلك أحد الحرس التركمان، وعلى أثر ذلك انتشرت قوات الشرطة في المدينة للحيلولة دون تطور الاشتباك إلى صراع عرقي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى