أهم الأخبارالأسبوعية

بناة الأجيال … بقلم منى السعدي

 

أنا إنسان أعشق الحياة ، مهنتي من أشق المهن ، ولكن لها في النفس عشق وشجن ، ولها في الجسد وهن مدفوع الثمن ، لأنك تبني صرحا أعظم من كل صروح العالم المسلحة بالإسمنت ؛ فلبنتك نفْسٌ وروح ، تسقيها الفضيلة والعلم ، و تغذيها الفطرة السليمة ، فيتطاول بناؤك ليعانق عَنان السماء .
فتراهم أشبالا في عرينك يوما بعد يوم يشبون ، ويكبرون ، وهم بما رويتهم من علم وفضيلة يتجندون ويتسلحون ، ليبنوا الأوطان .
عندها ستتذكر من كانوا صغارا يدرجون وأحيانا يتعثرون وينهضون كبذرة تشق صدر الأرض ، فتتمايل نبتة غضة ، لتصبح شجرة ثابتة سامقة ، تعطي أكلها مدى الحياة ، هكذا تكون بهم الحياة وما أجملها من حياة ، حين تكون قريبة منهم ومن صخبهم الجميل الذي تألفه الروح ، فتبعدك عن صخب العالم المليء بالثرثرات والفقاعات والترهات التي تفقدك الحياة ، وأنت على قيد الحياة ، لذا عش مع الفلذات حياتك ، أبناء كانوا لك أم هم كالأبناء ، بضحكاتهم وبراءتهم وسذاجتهم ؛ فهم من سيفجرون في روحك منابع السعادة ، و أنهار الأمل والتفاؤل بما هو آت ، فيردّون إليك ما اسْتقوه من كدّ و جهد وعناء ، عندها ستحلق في مجرات لم ولن يدركها أحد سواك ، وستكتشف معهم متعة
وروعة و جمال الحياة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى