محليات

الكاتبة المصرية رشا طنطاوى تكتب… لماذا رفقا بالقوارير؟

إن من أجمل الصفات وابدعها واقربها إلى الله صفة الرحمة وأن ما أتناوله في مقالتي هذه ليس بغرض نقد الرجال ولكن بغرض إلقاء الضوء على احتياجات كل امرأة من زوجها الذي تهبه حياتها ومستقبلها وتكون وثيقة زواجها به بمثابة مبايعة لنفسها إلى زوجها وباختلاف  مستواها المادي و الثقافي والاجتماعي ومقالتي هذه ليس من وحي أفكاري ولكن نتاج لتحليلي لما أوصى به الله  عز وجل للمرأة وحسن معاملتها وسوف أبدأ بقول الله تعالى (ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجه لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة.

وهنا جاء الأمر من الله عز وجل بمبادرة للرجل للمرأة للسكن والمودة والحب وليس العكس وأمر بوجود تلك الصفات لكي تستقر الحياة الأسرية ولم يأمر بوجود المصالح المادية والاجتماعية بمعنى أن مقاليد السعادة والشقاء بمبادرة منكم أنتم أيضا تأملت حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو(رفقابالقوارير)فلماذا اختار المصطفى لفظ القوارير ولم يختار البلورة مثلا وهو المادة الخام القوارير أليس لذلك معنى بلي له أعظم معنى وأعظم تحليل على وجه الأرض لم يصل إليه فلاسفة ولا أطباء العالم حتى هذه اللحظة ذلك اللفظ إي لفظ القوارير يعني أن المرأة تشبه الماعون أو الزجاجه وأنت من تقوم بملئ تلك الزجاجة على مر العشرة والسنين والايام التي تقضونها سويا والمرأة في خلال تلك الفترة تختزل كل الأحداث ومجريات الأمور من خير وشر دون إرادة منها بل إن تكوينها الإلهي هو ما يجعلها تختزن دون إرادة مسبقا منها فهي تختزن كل شئ تفعله من أفعال خير وشر كرم وبخل لين وشدة عطاء وجفاء كل شيء يختزل في تلك القارورة فتجدنا دائما نسامح ولكن لا ننسى تلك هي طبيعتنا فنحن نسامح عندما لا يتكرر الخطأ ولكن نتذكر ونستقدم كل الأحداث والمشاكل السابقه بمجرد تكرار الخطأ او غيره وأنتم تنظرون وتستعجبون من اننا قمنا بمسامحتكم على تلك المواقف في ذلك الحين فلماذا نتذكره ولسوف اجيب على هذا السؤال الذي لطالما تسالونه من بدء الخليقة حتى الآن أن ذلك المعون يختزل كل شئ بداخله وعند مرور مشكلة ما تلك القارورة الشديدة الحساسية تشرخ وأنتم لا تدرون بمقدار هذا الشرخ وما بين ملئ وضغط من الأحداث ومجريات الأمور تحدث شروخ أخرى إلى أن تأتي ذرة من الرمال تكون كفيلة بكسر تلك القارورة ويسكب كل ما بداخلها من خير وشر قد اختزل عشرة حسنة وكريهة حب وكراهية حتى اننا لا نستطيع في تلك اللحظه ان نفصل ما بين مكونات تلك القارورة من العشرة الحلوة والمرة التي حدثت بداخلها فارجوكم لا تظنوا اننا إذا سامحنا ننسى فنحن نتناسي الألم ولكن يظل ينبض بداخلنا ويكون كاللجرح الخامل إذا ضغطنا عليه اوجعنا وإذا تذكرنا حدوثه تالمنا تذكروا دائما مبايعتنا لكم أمام الله ورسوله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى