أهم الأخبارالأسبوعية

قطرات جرح… بقلم سلوى معروف

 

وكنت هناك أنتظر…على ضفةِ النسيان…

أستذْكِرَه…أستذكر تقلباتِ حنانه…كمن تمرّ عليه …ألوانُ الفصول…

أشتاقُه…كمن يشتاق … مطرَ الخريف…

أحنّ إليه …كمن يحنّ… لنسمات الربيع…

يُرْعبني جَورُه…كمتسولٍ في طرقاتِ شتاء…بعد الجليد…

وألتهبُ…صيفَ آب …ما أخذ من الدفءِ …سوى اللهيب…

أقول…حبيبي

…أما آن الأوان…أن تمر…تَعِبتُ المغيب…

ألا تذكرني…ذاك الذي كان يصاحبُ خيالك…ذاك العنيد..

ذاك الذي كان يُؤْنِس ليلَك…وأنت وحيد…

ذاك الذي أثار روعَك…فصَبوْت إليه …شهيد…

ألا تذكرني…ذاك الذي جُن بجمالِك…فقطعتَ شرايينَه…وريدًا بعد وريد…

حبيبي…

ما طاب لي نومٌ…وما ارتديت ثوبًا أنيقًا…وما وضعت عطرًا…منذ أن فارق موعدي…لُقياك البعيد…

فغدَوت …طفلاً يتيماً…ينتظر العيدَ …تلو العيد…

يتأملُ دفءَ معطفٍ…يراه من قريب…

يسرقُ بهجةَ أرجوحةٍ…على حافةِ الطريق…

ينادي…أماه…أماه…أماه

عودي…أنا الحزينُ…في فرحةِ العيد…

تضجُّ بي جموعُ غربةٍ…وحدة غريق…ما وجد بعد الغريقِ…سوى الغريق…

أماه…أماه

عودي…تشتاق يداي…ضمةَ حضنٍ…وحشة غريب…في بلدٍ غريب…

وتذكّرْته…

وتذكّرْته…

ونسيتُ ذكراه…

أسيرًا …يعجُّ جسدَه…ندباتُ عشقٍ…خلفَ قضبانِ الوحدة…

جرَّدوهُ تاريخَه…شوّهوا جغرافيتَه…بدَّلوا لغتَه…

ظناً منهم…أنه سيقبع…في ذاك الركنِ…أسير…

أعادوا له ترتيبَ أبجديّةالحروف…

ليرسمَ صورًا بمقامِ…جبروتِهم…

استكان في ذاك الركن…يَخدِش جدرانَه…

وابتسم…وكتب…

أنا أسير…في ذاكرةِ أسير…

عشقَ الأسر…

عشقَ الأسر…

وُلِد أسير…

وما زلتُ …أسير…

وما زلت…أسير

 

سلوى معروف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى